إنما يؤمن بآياتنا الذين إذا ذكروا بها خروا سجدا وسبحوا بحمد ربهم وهم لا يستكبرون تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون [ ص: 29 ] إنما يؤمن بآياتنا يقول : يصدق بآياتنا ، يعني القرآن الذين إذا ذكروا بها يعني وعظوا بها ، يعني بآياتنا القرآن خروا سجدا على وجوههم وسبحوا بحمد ربهم وذكروا الله بأمره وهم لا يستكبرون يعني لا يتكبرون عن السجود كفعل كفار مكة حين تكبروا عن السجود.
تتجافى جنوبهم عن المضاجع نزلت في الأنصار تتجافى جنوبهم يعني كانوا يصلون بين المغرب والعشاء يدعون ربهم خوفا من عذابه ، وطمعا يعني ورجاء في رحمته ، ومما رزقناهم من الأموال ينفقون في طاعة الله عز وجل ، ثم أخبر بما أعد لهم ، فقال عز وجل : فلا تعلم نفس ما أخفي لهم في جنات عدن مما لم تر عين ، ولم تسمع أذن ، ولم يخطر على قلب قائل من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون . أفمن كان مؤمنا وذلك أن الوليد بن عقبة بن أبي معيط من بني أمية أخو ، رضي الله عنه ، من أمه ، قال عثمان بن عفان ، رضي الله عنه : اسكت فإنك صبي ، وأنا أحد منك سنانا ، وأبسط منك لسانا ، وأكثر حشوا في الكتيبة منك ، قال له لعلي بن أبي طالب علي ، عليه السلام : اسكت فأنت فاسق ، فأنزل الله جل ذكره : أفمن كان مؤمنا يعني عليا ، عليه السلام ، كمن كان فاسقا يعني الوليد لا يستوون أن يتوبوا من الفسق ، ثم أخبر بمنازل المؤمنين وفساق الكفار في الآخرة ، فقال سبحانه :