الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
أما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم جنات المأوى نزلا بما كانوا يعملون  وأما الذين فسقوا فمأواهم النار كلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها وقيل لهم ذوقوا عذاب النار الذي كنتم به تكذبون  ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر لعلهم يرجعون  ومن أظلم ممن ذكر بآيات ربه ثم أعرض عنها إنا من المجرمين منتقمون  

أما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم في الآخرة جنات المأوى مأوى المؤمنين ، ويقال : مأوى أرواح الشهداء نزلا بما كانوا يعملون وأما الذين فسقوا يعني عصوا يعني الكفار فمأواهم يعني عز وجل فمصيرهم [ ص: 30 ] النار كلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها وقيل لهم وذلك أن جهنم إذا جاشت ألقت الناس في أعلى النار ، فيريدون الخروج فتلقاهم الملائكة بالمقامع فيضربونهم ، فيهوي أحدهم من الضربة إلى قعرها ، وتقول الخزنة إذا ضربوهم : ذوقوا عذاب النار الذي كنتم به تكذبون بالبعث وبالعذاب بأنه ليس كائنا ، ثم قال عز وجل : ولنذيقنهم يعني كفار مكة من العذاب الأدنى يعني الجوع الذي أصابهم في السنين السبع بمكة حين أكلوا العظام والموتى والجيف والكلاب عقوبة بتكذيبهم النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم قال : دون العذاب الأكبر يعني القتل ببدر ، وهو أعظم من العذاب الذي أصابهم من الجوع لعلهم يعني لكي يرجعون من الكفر إلى الإيمان.

ومن أظلم يقول : فلا أحد أظلم ممن ذكر بآيات ربه يقول : ممن وعظ بآيات القرآن ثم أعرض عنها عن الإيمان إنا من المجرمين منتقمون يعني كفار مكة نزلت في المطعمين والمستهزئين من قريش ، انتقم الله عز وجل منهم بالقتل ببدر ، وضربت الملائكة الوجوه والأدبار ، وتعجيل أرواحهم إلى النار.

التالي السابق


الخدمات العلمية