ولقد آتينا موسى الكتاب فلا تكن في مرية من لقائه وجعلناه هدى لبني إسرائيل وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون إن ربك هو يفصل بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون أولم يهد لهم كم أهلكنا من قبلهم من القرون يمشون في مساكنهم إن في ذلك لآيات أفلا يسمعون
ولقد آتينا موسى الكتاب يقول : أعطينا موسى صلى الله عليه وسلم التوراة فلا تكن يا محمد في مرية من لقائه يقول : لا تكن في شك من لقاء موسى ، عليه السلام ، التوراة ، فإن الله عز وجل ألقى الكتاب عليه ، يعني التوراة حقا ، وجعلناه هدى يعني التوراة هدى لبني إسرائيل من الضلالة.
وجعلنا منهم يعني من بني إسرائيل أئمة يعني قادة إلى الخير يهدون بأمرنا يعني يدعون الناس إلى أمر الله عز وجل لما صبروا يعني لما صبروا على البلاء حين كلفوا بمصر ما لم يطيقوا من العمل فعل ذلك بهم باتباعهم موسى على دين الله عز وجل ، قال تعالى : وكانوا بآياتنا يعني بالآيات التسع يوقنون بأنها من الله عز وجل.
[ ص: 31 ] إن ربك هو يفصل بينهم يعني يقضي بينهم ، يعني بني إسرائيل يوم القيامة فيما كانوا فيه من الدين يختلفون ثم خوف كفار مكة ، فقال تعالى : أولم يهد لهم يعني يبين لهم كم أهلكنا بالعذاب من قبلهم من القرون يعني الأمم الخالية يمشون في مساكنهم يقول : يمرون على قراهم ، يعني قوم لوط ، وصالح ، وهود ، عليهم فيرون هلاكهم إن في ذلك لآيات يعني لعبرة أفلا يسمعون الوعيد بالمواعظ ، ثم وعظهم ليوحدوا ، فقال سبحانه :