الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
يا أيها الذين آمنوا إذا نكحتم المؤمنات ثم طلقتموهن من قبل أن تمسوهن فما لكم عليهن من عدة تعتدونها فمتعوهن وسرحوهن سراحا جميلا  يا أيها النبي إنا أحللنا لك أزواجك اللاتي آتيت أجورهن وما ملكت يمينك مما أفاء الله عليك وبنات عمك وبنات عماتك وبنات خالك وبنات خالاتك اللاتي هاجرن معك وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبي إن أراد النبي أن يستنكحها خالصة لك من دون المؤمنين قد علمنا ما فرضنا عليهم في أزواجهم وما ملكت أيمانهم لكيلا يكون عليك حرج وكان الله غفورا رحيما  

يا أيها الذين آمنوا إذا نكحتم المؤمنات يعني إذا تزوجتم المصدقات بتوحيد الله ثم طلقتموهن من قبل أن تمسوهن يعني من قبل أن تجامعوهن فما لكم عليهن من عدة تعتدونها إن شاءت تزوجت من يومها فمتعوهن وسرحوهن سراحا جميلا يعني حسنا في غير ضرار.

يا أيها النبي إنا أحللنا لك أزواجك يعني النساء التسع اللاتي آتيت أجورهن (و) أحللنا لك وما ملكت يمينك يعني بالولاية : مارية القبطية أم إبراهيم ، وريحانة بنت عمرو اليهودي ، وكانت سبيت من اليهود مما أفاء الله عليك (و) أحللنا لك وبنات عمك وبنات عماتك وبنات خالك وبنات خالاتك اللاتي هاجرن معك إلى المدينة إضمار فإن كانت لم تهاجر إلى المدينة فلا يحل تزويجها.

ثم قال تعالى : وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبي إن أراد النبي أن يستنكحها يعني أن [ ص: 51 ] يتزوجها بغير مهر ، وهي أم شريك بنت جابر بن ضباب بن حجر من بني عامر بن لؤي ، وكانت تحت أبي الفكر الأزدي ، وولدت له غلامين شريكا ، ومسلما ، ويذكرون أنه نزل عليها دلو من السماء فشربت منه ، ثم توفي عنها زوجها أبو الفكر ، فوهبت نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم ، فلم يقبلها ، ولو فعله لكان له خاصة دون المؤمنين.

فإن وهبت امرأة يهودية أو نصرانية أو أعرابية نفسها فإنه لا يحل للنبي صلى الله عليه وسلم أن يتزوجها ، ثم قال : خالصة لك الهبة يعني خاصة لك ، يا محمد من دون المؤمنين لا تحل هبة المرأة نفسها بغير مهر لغيرك من المؤمنين ، وكانت أم شريك قبل أن تهب نفسها بغير مهر للنبي صلى الله عليه وسلم امرأة أبي الفكر الأزدي الدوسي من رهط أبي هريرة.

ثم أخبر الله عن المؤمنين ، فقال : قد علمنا ما فرضنا عليهم يعني ما أوجبنا على المؤمنين في أزواجهم ألا يتزوجوا إلا أربع نسوة بمهر وبينة "و" أحللنا لهم وما ملكت أيمانهم يعني جماع الولاية لكيلا يكون عليك يا محمد حرج في الهبة بغير مهر فيها تقديم وكان الله غفورا رحيما غفورا في التزويج بغير مهر للنبي صلى الله عليه وسلم ، رحيما في تحليل ذلك له.

التالي السابق


الخدمات العلمية