الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا  ليعذب الله المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات ويتوب الله على المؤمنين والمؤمنات وكان الله غفورا رحيما  

إنا عرضنا الأمانة وهي الطاعة على السماوات والأرض والجبال على الثواب والعقاب إن أحسنت جوزيت ، وإن عصيت عوقبت فأبين أن يحملنها يعني الطاعة على الثواب والعقاب ، فلم يطقنها وأشفقن منها وأشفقن من العذاب؛ مخافة ترك الطاعة ، فقيل لآدم ، عليه السلام : أتحملها بما فيها ، قال آدم : وما فيها يا رب ؟ قال : إن أطعت جوزيت ، وإن عصيت عوقبت ، قال آدم : قد حملتها بما فيها ، قال الله عز وجل : فلم يلبث في الجنة إلا قليلا ، يعني ساعتين من يومه حتى عصى ربه عز وجل ، وخان الأمانة ، فذلك قوله عز وجل : وحملها الإنسان يعني آدم ، عليه السلام ، إنه كان ظلوما لنفسه بخطيئته جهولا بعاقبة ما تحمل من الطاعة على الثواب والعقاب.

ليعذب الله المنافقين يقول : عرضنا الأمانة على الإنسان لكي يعذب الله المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات بما خانوا الأمانة وكذبوا الرسل ، ونقضوا الميثاق الذي أقروا به على أنفسهم ، يوم أخرجهم من ظهر آدم ، عليه السلام ، حين قال عز وجل : ألست بربكم قالوا بلى ، فنقضوا هذه المعرفة ، وتركوا الطاعة يعني التوحيد ويتوب الله يقول : ولكي يتوب الله على المؤمنين والمؤمنات بما وفوا بالأمانة ، ولم ينقضوا الميثاق وكان الله غفورا لذنوبهم رحيما بهم.

[ ص: 58 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية