سورة سبأ
مكية عددها أربع وخمسون آية كوفية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي له ما في السماوات وما في الأرض وله الحمد في الآخرة وهو الحكيم الخبير يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو الرحيم الغفور وقال الذين كفروا لا تأتينا الساعة قل بلى وربي لتأتينكم عالم الغيب لا يعزب عنه مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا في كتاب مبين ليجزي الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك لهم مغفرة ورزق كريم
الحمد لله وذلك أن كفار مكة لما كفروا بالبعث ، حمد الرب نفسه ، قال عز وجل الحمد لله الذي له ما في السماوات وما في الأرض من الخلق وله الحمد في الآخرة يعني يحمده أولياؤه في الآخرة إذا دخلوا الجنة ، فقالوا : الحمد لله الذي صدقنا وعده ، و الحمد لله الذي هدانا لهذا ، وهو الحكيم حكم البعث الخبير به. يعلم ما يلج في الأرض من المطر وما يخرج منها من النبات وما ينزل من السماء من المطر وما يعرج فيها يعني وما يصعد في السماء من الملائكة وهو الرحيم حين لا يعجل عليهم بالعذاب الغفور . وقال الذين كفروا لكفار أبو سفيان مكة واللات والعزى لا تأتينا الساعة أبدا ، فلما حلف بالأصنام حلف النبي صلى الله عليه وسلم بالله عز وجل ، فقال الله عز وجل : أبو سفيان قل يا محمد بلى وربي لتأتينكم الساعة علم الغيب غيب الساعة لا يعزب عنه من مثقال ذرة وزن أصغر النمل في السماوات ولا في الأرض ولا أصغر من ذلك ولا أقل من ذلك المثقال ولا أكبر منه ولا أعظم من المثقال إلا في كتاب مبين إلا هو بين في اللوح المحفوظ.
[ ص: 59 ] ليجزي لكي يجزي في الساعة الذين آمنوا صدقوا وعملوا الصالحات بالقسط بالعدل أولئك لهم مغفرة لذنوبهم ورزق كريم حسن في الجنة.