والذين سعوا في آياتنا معاجزين أولئك لهم عذاب من رجز أليم ويرى الذين أوتوا العلم الذي أنزل إليك من ربك هو الحق ويهدي إلى صراط العزيز الحميد وقال الذين كفروا هل ندلكم على رجل ينبئكم إذا مزقتم كل ممزق إنكم لفي خلق جديد أفترى على الله كذبا أم به جنة بل الذين لا يؤمنون بالآخرة في العذاب والضلال البعيد أفلم يروا إلى ما بين أيديهم وما خلفهم من السماء والأرض إن نشأ نخسف بهم الأرض أو نسقط عليهم كسفا من السماء إن في ذلك لآية لكل عبد منيب
ثم ذكر كفار مكة ، فقال عز وجل : والذين سعوا عملوا في آياتنا يعني القرآن معجزين مثبطين الناس عن الإيمان بالقرآن ، مثلها في الحج أولئك لهم عذاب من رجز أليم نظيرها في الجاثية.
ويرى ويعلم الذين أوتوا العلم بالله عز وجل ، يعني مؤمني أهل الكتاب وهي قراءة ، "ويعلم الذين أوتوا الحكمة من قبل" ، ابن مسعود الذي أنزل إليك يعني النبي صلى الله عليه وسلم من ربك هو الحق يعني القرآن ويهدي إلى صراط ويدعو إلى دين العزيز في ملكه الحميد في خلقه.
وقال الذين كفروا بالبعث ، قال لكفار أبو سفيان مكة : هل ندلكم ألا ندلكم على رجل يعني النبي صلى الله عليه وسلم ينبئكم يخبركم أنكم إذا مزقتم كل ممزق يخبركم أنكم إذا تفرقتم في الأرض ، وذهبت اللحوم والعظام ، وكنتم ترابا إنكم لفي خلق جديد يعني البعث بعد الموت.
ثم قال أبو سفيان : افترى محمد صلى الله عليه وسلم على الله كذبا حين يزعم أنا نبعث بعد الموت أم به جنة يقول : أم بمحمد جنون ، فرد الله عز وجل عليهم ، فقال : بل الذين لا يؤمنون بالآخرة لا يصدقون بالبعث الذي فيه جزاء الأعمال هم أكذب وأشد فرية من محمد صلى الله عليه وسلم حين كذبوا بالبعث ، ثم قال جل وعز : هم في العذاب في الآخرة والضلال البعيد الشقاء الطويل ، نظيرها في آخر اقتربت الساعة.
[ ص: 60 ] ثم خوفهم ، فقال جل وعز : أفلم يروا إلى ما بين أيديهم وما خلفهم ثم بين ما هو ، فقال جل وعز : من السماء والأرض إن نشأ نخسف بهم الأرض فتبتلعهم أو نسقط عليهم كسفا من السماء يعني جانبا من السماء فنهلكهم بها إن في ذلك لآية يعني عبرة لكل عبد منيب مخلص بالتوحيد.