ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم يوم تبيض وجوه وتسود وجوه فأما الذين اسودت وجوههم أكفرتم بعد إيمانكم فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون وأما الذين ابيضت وجوههم ففي رحمة الله هم فيها خالدون تلك آيات الله نتلوها عليك بالحق وما الله يريد ظلما للعالمين ولله ما في السماوات وما في الأرض وإلى الله ترجع الأمور
ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف يعني : [بتوحيد الله] وينهون عن المنكر يعني : الشرك بالله .
قال قوله : [محمد] : ولتكن منكم أمة قيل : معناه : ولتكونوا كلكم أمة .
[ ص: 309 ] ولا تكونوا كالذين تفرقوا هم أهل الكتاب ، يقول : لا تفعلوا كفعلهم . يوم تبيض وجوه إلى قوله : بما كنتم تكفرون يحيى : عن [عن حماد بن سلمة قال : أبي غالب] أبي أمامة وهو على حمار ، حتى انتهينا إلى درج المسجد بدمشق ؛ فإذا برءوس من رءوس الخوارج منصوبة ، فقال : ما هذه الرءوس ؟ العراق ، فقال : كلاب أهل النار ، كلاب أهل النار ، كلاب أهل النار شر قتلى تحت ظل السماء ، شر قتلى تحت ظل السماء ، شر قتلى تحت ظل السماء! خير قتيل من قتلوه ، خير قتيل من قتلوه ، خير قتيل من قتلوه ، طوبى لمن قتلهم أو قتلوه ، طوبى لمن قتلهم أو قتلوه ، طوبى لمن قتلهم أو قتلوه . ثم بكى ، فقلت : ما يبكيك ؟ فقال : رحمة لهم ؛ إنهم كانوا من أهل الإسلام ، فخرجوا من الإسلام ، ثم قرأ هذه الآية : قالوا : رءوس خوارج جيء بها من هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات حتى انتهى إلى آخرها ، ثم قرأ هذه الآية : ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا إلى قوله : بما كنتم تكفرون فقلت : هم هؤلاء يا فقال : نعم ، فقلت : شيء تقوله [ ص: 310 ] برأيك ، أم سمعت رسول الله يقوله ؟ قال : إني إذن لجريء ، إني إذن لجريء ، إني إذن لجريء! لقد سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم غير مرة ولا مرتين . حتى بلغ سبعا ، ووضع أصبعيه في أذنيه ثم قال : وإلا فصمتا . ثم قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : أبا أمامة ؟ فقلت : فما تأمرني ؟ قال : عليك بالسواد الأعظم . قال : فقلت : في السواد الأعظم ما قد ترى . قال : السمع والطاعة خير من الفرقة والمعصية) . تفرقت بنو إسرائيل على سبعين فرقة ؛ واحدة في الجنة وسائرها في النار ، ولتزيدن عليهم هذه الأمة واحدة ؛ فواحدة في الجنة وسائرها في النار : (كنت مع
[ ص: 311 ] تلك آيات الله هذه آيات الله وإلى الله ترجع الأمور يعني : عواقبها في الآخرة .