الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ولو آمن أهل الكتاب لكان خيرا لهم منهم المؤمنون وأكثرهم الفاسقون  لن يضروكم إلا أذى وإن يقاتلوكم يولوكم الأدبار ثم لا ينصرون  ضربت عليهم الذلة أين ما ثقفوا إلا بحبل من الله وحبل من الناس وباءوا بغضب من الله وضربت عليهم المسكنة ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون الأنبياء بغير حق ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون  

                                                                                                                                                                                                                                      كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف يعني : بتوحيد الله وتنهون عن المنكر يعني : عن الشرك بالله .

                                                                                                                                                                                                                                      قال محمد : قوله : كنتم قيل : معناه : أنتم .

                                                                                                                                                                                                                                      يحيى : عن أبي الأشهب ، عن الحسن قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (أنتم توفون [ ص: 312 ] سبعين أمة ، أنتم خيرها وأكرمها على الله) .  ولو آمن أهل الكتاب لكان خيرا لهم يعني : عامتهم ، ثم قال : منهم المؤمنون يعني : من آمن منهم وأكثرهم الفاسقون يعني : فسق الشرك .

                                                                                                                                                                                                                                      لن يضروكم إلا أذى بالألسنة . وإن يقاتلوكم يولوكم الأدبار .

                                                                                                                                                                                                                                      ضربت عليهم الذلة أين ما ثقفوا أي : حيثما وجدوا إلا بحبل من الله وحبل من الناس قال السدي : يعني بأمان وعهد من الله ، ومن الناس وباءوا بغضب من الله يعني : استوجبوا غضبه وضربت عليهم المسكنة يعني : ما يؤخذ منهم من الجزية ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون الأنبياء بغير حق يعني : أوائلهم ، وليس يعني الذين أدركوا النبي عليه السلام .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 313 ]

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية