الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قد خلت من قبلكم سنن فسيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين  هذا بيان للناس وهدى وموعظة للمتقين  ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين  إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين  

                                                                                                                                                                                                                                      قد خلت من قبلكم سنن يعني : ما عذب الله به الأمم السالفة حين [ ص: 320 ] كذبوا رسلهم فسيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين أي : كان عاقبتهم أن دمر الله عليهم ، ثم صيرهم إلى النار ؛ يحذرهم بذلك هذا بيان للناس قال قتادة : يعني : هذا القرآن بيان للناس عامة وهدى وموعظة للمتقين خصوا به ولا تهنوا ولا تحزنوا أي : لا تضعفوا عن قتال المشركين وأنتم الأعلون يعني : الظاهرين المنصورين إن كنتم يعني : إذا كنتم مؤمنين إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله قال قتادة : القرح : الجراح ، وذلك يوم أحد ؛ فشا في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ القتل والجراحة ؛ فأخبرهم الله أن القوم قد أصابهم من ذلك مثل ما أصابكم ، وأن الذي أصابكم عقوبة ؛ وتفسير تلك العقوبة بعد هذا الموضع .

                                                                                                                                                                                                                                      قال محمد : يقال : قرح وقرح ، وقد قرئ بهما ، والقرح بالضم : ألم الجراح ، والقرح بالفتح : الجراح . وتلك الأيام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء قال قتادة : لولا أن الله جعلها دولا ما أوذي المؤمنون ، ولكن قد يدال الكافر من المؤمن ، ويدال المؤمن من الكافر ؛ ليعلم الله من يطيعه [ ص: 321 ] ممن يعصيه ؛ وهذا علم الفعال .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية