الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا الذين كفروا يردوكم على أعقابكم فتنقلبوا خاسرين  بل الله مولاكم وهو خير الناصرين  سنلقي في قلوب الذين كفروا الرعب بما أشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا ومأواهم النار وبئس مثوى الظالمين  

                                                                                                                                                                                                                                      يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا الذين كفروا يعني : اليهود ؛ في تفسير الحسن يردوكم على أعقابكم أي : إلى الشرك فتنقلبوا إلى الآخرة خاسرين بل الله مولاكم وليكم ينصركم ويعصمكم من أن ترجعوا كافرين سنلقي في قلوب الذين كفروا الرعب قال الحسن : يعني : مشركي العرب بما أشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا أي : حجة بما هم عليه من [ ص: 325 ] الشرك ومأواهم النار أي : مصيرهم إلى النار وبئس مثوى الظالمين منزل الظالمين المشركين ولقد صدقكم الله وعده إذ تحسونهم بإذنه تفسير الحسن وغيره : [إذا] تقتلونهم .

                                                                                                                                                                                                                                      قال محمد : يقال : سنة حسوس ؛ إذا أتت على كل شيء ، وجراد محسوس ؛ إذا قتله البرد . حتى إذا فشلتم الآية ، قال الحسن : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (رأيتني البارحة ؛ كأن علي درعا حصينة ، (فأولتها المدينة ، فأكمنوا للمشركين في أزقتها حتى يدخلوا عليكم في أزقتها ؛ فتقتلوهم . فأبت الأنصار من ذلك فقالوا : يا رسول الله ، منعنا مدينتنا من تبع والجنود فنخلي بين هؤلاء المشركين وبينها يدخلونها ؟ فلبس رسول الله سلاحه ، فلما خرجوا من عنده أقبل بعضهم على بعض ، فقالوا : ما صنعنا ؛ أشار علينا رسول الله ، فرددنا رأيه ، فأتوه فقالوا : يا رسول الله ، نكمن لهم في أزقتها ؛ حتى يدخلوا فنقتلهم فيها ؛ فقال : إنه ليس لبني لبس لأمته - أي : سلاحه - أن يضعها ؛ حتى (يقاتل) قال : فبات رسول الله دونهم بليلة ؛ فرأى رؤيا ، فأصبح فقال : إني رأيت البارحة كأن بقرا ينحر ، فقلت : بقر والله خير ، وإنه كائنة فيكم مصيبة ، وإنكم ستلقونهم وتهزمونهم غدا ؛ فإذا هزمتموهم فلا تتبعوا المدبرين) [ ص: 326 ] ففعلوا فلقوهم فهزموهم ؛ كما قال رسول الله فأتبعوا المدبرين على وجهين : أما بعضهم : فقالوا : مشركون وقد أمكننا الله من أدبارهم فنقتلهم ، فقتلوهم على وجه الحسبة ، وأما بعضهم : فقتلوهم لطلب الغنيمة ، فرجع المشركون عليهم فهزموهم ، حتى صعدوا أحدا ؛ وهو قوله :

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية