وهي مكية كلها تفسير سورة الأنبياء
(بسم الله الرحمن الرحيم)
اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث إلا استمعوه وهم يلعبون لاهية قلوبهم وأسروا النجوى الذين ظلموا هل هذا إلا بشر مثلكم أفتأتون السحر وأنتم تبصرون قال ربي يعلم القول في السماء والأرض وهو السميع العليم بل قالوا أضغاث أحلام بل افتراه بل هو شاعر فليأتنا بآية كما أرسل الأولون
قوله : اقترب للناس حسابهم أي : أن ذلك قريب . يحيى : عن خداش ، عن أبي عامر ، عن قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " حين بعث إلي بعث إلى صاحب الصور فأهوى به إلى فيه ، وقدم رجلا وأخر رجلا ، ينتظر متى يؤمر ينفخ ؛ ألا فاتقوا النفخة " . أبي عمران الجوني وهم في غفلة يعني : المشركين عن الآخرة معرضون عن القرآن ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث يعني : القرآن إلا استمعوه وهم يلعبون يسمعونه بآذانهم ، ولا تقبله قلوبهم لاهية قلوبهم أي : غافلة .
قال : المعنى : استمعوه لاعبين لاهية قلوبهم . محمد
[ ص: 140 ] وأسروا النجوى الذين ظلموا أشركوا ، يقول بعضهم لبعض ، وأسروا ذلك فيما بينهم هل هذا يعنون : محمدا إلا بشر مثلكم أفتأتون السحر يعنون : القرآن ، أي : تصدقون به وأنتم تبصرون أنه سحر .
قال : قوله : محمد وأسروا النجوى الذين ظلموا فيه وجهان : يجوز أن يكون (الذين ظلموا) رفعا على معنى : هم الذين ظلموا أنفسهم ، وقد يجوز أن يكون المعنى : أعني الذين ظلموا .
(قل ربي يعلم القول) السر في السماء والأرض .
بل قالوا أضغاث أحلام أي : أخلاط أحلام ، يعنون : القرآن بل افتراه يعنون : محمدا بل هو شاعر فليأتنا بآية كما أرسل الأولون كما جاء موسى وعيسى ، فيما يزعم محمد .