ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون إن في هذا لبلاغا لقوم عابدين وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين قل إنما يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد فهل أنتم مسلمون فإن تولوا فقل آذنتكم على سواء وإن أدري أقريب أم بعيد ما توعدون إنه يعلم الجهر من القول ويعلم ما تكتمون وإن أدري لعله فتنة لكم ومتاع إلى حين قال رب احكم بالحق وربنا الرحمن المستعان على ما تصفون
ولقد كتبنا في الزبور قال : يعني : الكتب : التوراة والإنجيل والقرآن مجاهد من بعد الذكر يعني : اللوح المحفوظ أن الأرض يعني : أرض الجنة يرثها عبادي الصالحون إن في هذا يعني : القرآن لبلاغا إلى الجنة لقوم عابدين الذين يصلون [الصلوات الخمس] وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين تفسير قال : سعيد بن جبير ومن كفر بالله ورسوله عوفي مما عذبت به الأمم ، وله في الآخرة عذاب النار . من آمن بالله ورسوله تمت عليه الرحمة في الدنيا والآخرة ،
[ ص: 165 ] قال يحيى : [إلا أن] تفسير الناس أن الله أخر عذاب كفار آخر هذه الأمة بالاستئصال إلى ثم يكون هلاكهم بعد هذا . النفخة الأولى ،
فقل آذنتكم على سواء قال الحسن : يقول : من كذب بي فهو عندي سواء ، أي : جهادكم كلكم عندي سواء .
قال : ومعنى (آذنتكم) : أعلمتكم . محمد وإن أدري أقريب أم بعيد ما توعدون يعني : الساعة وإن أدري لعله فتنة لكم تفسير الحسن يقول : وإن أدري لعل ما أنتم عليه من السعة والرخاء وهو منقطع زائل فتنة بلية لكم ومتاع تستمتعون به ، يعني : المشركين إلى حين قال : يعني : إلى الموت . قتادة
قال : ومعنى (وإن أدري) : وما أدري . محمد
(قل رب احكم بالحق)قال الحسن : أمره الله أن يدعو أن ينصر أولياءه على أعدائه ، فنصره الله عليهم وربنا الرحمن المستعان على ما تصفون أي : تكذبون .
[ ص: 166 ]