الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      تفسير سورة المؤمنين  وهي مكية كلها

                                                                                                                                                                                                                                      (بسم الله الرحمن الرحيم)

                                                                                                                                                                                                                                      قد أفلح المؤمنون  الذين هم في صلاتهم خاشعون  والذين هم عن اللغو معرضون  والذين هم للزكاة فاعلون  والذين هم لفروجهم حافظون  إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين  فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون  والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون  والذين هم على صلواتهم يحافظون  أولئك هم الوارثون  الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون  

                                                                                                                                                                                                                                      قوله : قد أفلح المؤمنون يعني : بالله [ . . . ] .

                                                                                                                                                                                                                                      يحيى عن سعيد ، عن قتادة : قال : ذكر لنا أن كعبا قال : " إن الله لم يخلق بيده إلا ثلاثا : خلق آدم بيده ، وكتب التوراة بيده ، وغرس الجنة بيده ، ثم قال لها : تكلمي ، فقالت : قد أفلح المؤمنون " .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله : الذين هم في صلاتهم خاشعون .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 194 ] يحيى : عن خداش ، عن هشام بن حسان ، عن محمد بن سيرين قال) : " كانوا يلتفتون في صلاتهم حتى نزلت هذه الآية ، فغضوا أبصارهم ، فكان أحدهم ينظر إلى موضع سجوده " .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 195 ] والذين هم عن اللغو معرضون اللغو : الباطل والذين هم للزكاة فاعلون يعني : يؤدون الزكاة المفروضة والذين هم لفروجهم حافظون من الزنا .

                                                                                                                                                                                                                                      إلا على أزواجهم يتزوج أربعا إن شاء ، ولا يحل له ما فوق ذلك أو ما ملكت أيمانهم يطأ بملك يمينه كم شاء فإنهم غير ملومين أي : لا لوم عليهم فيما أحل لهم فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون يعني : الزناة ؛ يتعدون الحلال إلى الحرام والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون يقول : يؤدون الأمانة  ويوفون بالعهد  والذين هم على صلواتهم [يعني : الصلوات الخمس] يحافظون على وضوئها ومواقيتها وركوعها وسجودها أولئك هم الوارثون ليس من أحد إلا وقد أعد الله ل? منزلا وأهلا في الجنة ؛ فإن أطاع الله صار إلى ما أعد الله له ، وإن عصى الله صرف الله ذلك المنزل عنه ؛ فأعطاه المؤمن مع ما أعد الله للمؤمنين ، فورث المؤمنين تلك المنازل والأزواج الذين يرثون الفردوس .

                                                                                                                                                                                                                                      يحيى : عن إبراهيم بن محمد ، عن صالح مولى التوءمة ، عن أبي هريرة قال : الفردوس جبل في الجنة تتفجر منه أنهار الجنة .  

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية