الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون  فتعالى الله الملك الحق لا إله إلا هو رب العرش الكريم  ومن يدع مع الله إلها آخر لا برهان له به فإنما حسابه عند ربه إنه لا يفلح الكافرون  وقل رب اغفر وارحم وأنت خير الراحمين  

                                                                                                                                                                                                                                      أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا أي : لغير بعث ولا حساب وأنكم إلينا لا ترجعون وهو على الاستفهام ، أي : قد حسبتم ذلك ، ولم نخلقكم عبثا ، إنما خلقناكم للبعث والحساب فتعالى الله الملك الحق لا إله إلا هو رب العرش الكريم على الله . وبعضهم يقرؤها بالرفع يقول : الله الكريم . ومن يدع مع الله إلها آخر لا برهان له به أي : لا حجة له بذلك فإنما حسابه عند ربه يعني : فإنما جزاؤه عند ربه إنه لا يفلح الكافرون وهي تقرأ : (إنه) بالكسر على معنى : فإنما حسابه عند ربه أن يدخله النار ، ثم قال : إنه لا يفلح الكافرون .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 216 ] قال محمد : ومن قرأها بالفتح فالمعنى : بأنه .

                                                                                                                                                                                                                                      وقل رب اغفر وارحم وأنت خير الراحمين يعني : وأنت أفضل من يرحم ، أمر الله النبي عليه السلام بهذا الدعاء .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 217 ]

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية