الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قل أطيعوا الله وأطيعوا الرسول فإن تولوا فإنما عليه ما حمل وعليكم ما حملتم وإن تطيعوه تهتدوا وما على الرسول إلا البلاغ المبين  وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون  وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وأطيعوا الرسول لعلكم ترحمون  لا تحسبن الذين كفروا معجزين في الأرض ومأواهم النار ولبئس المصير  

                                                                                                                                                                                                                                      قل أطيعوا الله وأطيعوا الرسول يعني : المنافقين ، ثم قال : فإن تولوا يعني : فإن أعرضتم عنهما فإنما عليه يعني : الرسول ما حمل من البلاغ وعليكم ما حملتم من طاعته وإن تطيعوه يعني : النبي عليه السلام تهتدوا وما على الرسول إلا البلاغ المبين كقوله : وما جعلناك عليهم حفيظا تحفظ عليهم أعمالهم حتى تجازيهم بها .

                                                                                                                                                                                                                                      وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم من الأنبياء والمؤمنين وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم أي : سينصرهم بالإسلام ؛ حتى يظهرهم على الدين كله ؛ [ ص: 243 ] فيكونوا الحكام على أهل الأديان .

                                                                                                                                                                                                                                      يحيى : عن عبد الرحمن بن يزيد ، عن [سليم] بن عامر الكلاعي قال : سمعت المقداد بن الأسود يقول : سمعت رسول الله يقول : " لا يبقى على ظهر الأرض بيت مدر ولا وبر ، إلا أدخله الله كلمة الإسلام بعز عزيز أو ذل ذليل ؛  إما يعزهم الله فيجعلهم من أهلها ، وإما يذلهم فيدينون لها " [ ص: 244 ] من حديث يحيى بن محمد .

                                                                                                                                                                                                                                      وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون [يقول : من أقام على كفره بعد هذا الذي أنزلت] يعني : فسق الشرك لا تحسبن الذين كفروا معجزين في الأرض أي : لا تحسبنهم يسبقوننا حتى لا نقدر عليهم فنحاسبهم .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 245 ]

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية