وهي مدنية كلها تفسير سورة النور
(بسم الله الرحمن الرحيم)
سورة أنزلناها وفرضناها وأنزلنا فيها آيات بينات لعلكم تذكرون الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة والزانية لا ينكحها إلا زان أو مشرك وحرم ذلك على المؤمنين
قوله : سورة أنزلناها أي : هذه سورة أنزلناها وفرضناها يعني : ما فرض في هذه السورة ، وحد فيها من حدوده ، وتقرأ : (فرضناها) بالتثقيل ؛ يعني : بيناها وأنزلنا فيها آيات بينات لعلكم تذكرون لكي تذكروا الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة هذا في الأحرار إذا لم يكونا محصنين ؛ فإن كانا محصنين رجما .
قال : من قرأ (الزانية) بالرفع فتأويله الابتداء . قال محمد الحسن : والرجم في مصحف ، وهو في مصحفنا أيضا في سورة المائدة في قوله : أبي بن كعب إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون الذين أسلموا للذين هادوا والربانيون والأحبار [ ص: 218 ] حيث رجم رسول الله اليهوديين حين ارتفعوا إليه .
يحيى : عن ، عن المعلى ، عن عاصم بن بهدلة قال : " قال لي زر بن حبيش : يا أبي بن كعب زر ، كم تقرؤون سورة الأحزاب ؟ قلت : ثلاثا وسبعين آية . قال : قط ؟ قلت : قط ؟ قال : فوالله إن كانت لتوازي سورة البقرة ، وإن فيها لآية الرجم . قلت : وما آية الرجم يا قال : " إذا زنى الشيخ والشيخة فارجموهما البتة نكالا من الله والله عزيز حكيم " . أبا المنذر ؟
[ ص: 219 ] : عن المسعودي القاسم بن عبد الرحمن " أن حمد الله ثم [ ص: 220 ] قال : أما بعد ؛ فإن هذا القرآن نزل على رسول الله فكنا نقرأ : " لا ترغبوا عن آبائكم فإنه كفر ، وآية الرجم ، وإني قد خفت أن يقرأ القرآن قوم يقولون : لا رجم! وإن رسول الله قد رجم ورجمنا ، والله لولا أن يقول الناس : إن عمر بن الخطاب زاد في كتاب الله لأثبتها ، ولقد نزلت وكتبناها " . عمر
ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله في حكم الله ، قال : يعني : أن يجلد الجلد الشديد . قتادة
يحيى : عن الخضر بن مرة ، عن " يحيى بن أبي كثير أن رسول الله عليه السلام أتاه رجل فقال : أصبت حدا ؛ فأقمه علي! فدعا بسوط ، فأتي بسوط شديد . فقال : سوط دون هذا . فأتي بسوط منكسر العجز ، فقال : فوق هذا . فأتي [ ص: 221 ] بسوط بين السوطين فأمر به فجلد [جلدا بين الجلدين] " .
وليشهد عذابهما أي : جلدهما طائفة من المؤمنين يقال : الطائفة رجل فصاعدا .
الزاني لا ينكح إلا زانية الآية ، تفسير بعضهم يقول : نزلت في كل زان وزانية ، ثم نسخت .
يحيى : عن نصر بن طريف قال : قال : " نسختها سعيد بن المسيب وأنكحوا الأيامى منكم " . [ وحرم ذلك على المؤمنين يريد ولا عبدة الأصنام ، لا يحل للمؤمن أن يتزوج زانية مشهورة بالزنا ، ولا يحل لمؤمنة أن تتزوج مشركا من عبدة الأصنام ، ولا مشهورا بالزنا] .
[ ص: 222 ]