إذا رأتهم من مكان بعيد سمعوا لها تغيظا وزفيرا وإذا ألقوا منها مكانا ضيقا مقرنين دعوا هنالك ثبورا لا تدعوا اليوم ثبورا واحدا وادعوا ثبورا كثيرا قل أذلك خير أم جنة الخلد التي وعد المتقون كانت لهم جزاء ومصيرا لهم فيها ما يشاءون خالدين كان على ربك وعدا مسئولا
إذا رأتهم من مكان بعيد مسيرة خمسمائة سنة سمعوا لها تغيظا عليهم وزفيرا صوتا وإذا ألقوا منها مكانا ضيقا مقرنين تفسير : ذكر لنا أن قتادة كان يقول : " عبد الله بن عمرو إن جهنم لتضيق على الكافر ؛ كضيق الزج على الرمح " .
ومعنى (مقرنين) : يقرن هو وشيطانه الذي كان يدعوه إلى الضلالة في سلسلة واحدة ، يلعن كل واحد منهما صاحبه ، ويتبرأ كل واحد منهما من صاحبه دعوا هنالك ثبورا يعني : ويلا وهلاكا .
قال : (ثبورا) نصب على المصدر كأنهم قالوا : ثبرنا ثبورا . محمد
لا تدعوا اليوم ثبورا واحدا وادعوا ثبورا كثيرا .
قال : (ثبورا) للقليل والكثير على لفظ الواحد ؛ لأنه مصدر . محمد
[ ص: 256 ] أذلك خير أم جنة الخلد قاله على الاستفهام أي : أن جنة الخلد خير من ذلك .
كان على ربك وعدا مسئولا سأل المؤمنون الله الجنة ؛ فأعطاهم إياها .