ولما بلغ أشده واستوى آتيناه حكما وعلما وكذلك نجزي المحسنين ودخل المدينة على حين غفلة من أهلها فوجد فيها رجلين يقتتلان هذا من شيعته وهذا من عدوه فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه فوكزه موسى فقضى عليه قال هذا من عمل الشيطان إنه عدو مضل مبين قال رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي فغفر له إنه هو الغفور الرحيم قال رب بما أنعمت علي فلن أكون ظهيرا للمجرمين فأصبح في المدينة خائفا يترقب فإذا الذي استنصره بالأمس يستصرخه قال له موسى إنك لغوي مبين فلما أن أراد أن يبطش بالذي هو عدو لهما قال يا موسى أتريد أن تقتلني كما قتلت نفسا بالأمس إن تريد إلا أن تكون جبارا في الأرض وما تريد أن تكون من المصلحين
ولما بلغ أشده تفسير : بلغ عشرين سنة مجاهد واستوى بلغ أربعين سنة آتيناه حكما وعلما .
ودخل المدينة على حين غفلة من أهلها تفسير الحسن : يوم عيد لهم ، وهم في لهوهم ولعبهم فوجد فيها رجلين يقتتلان هذا من شيعته من بني إسرائيل وهذا من عدوه قبطي) من قوم فرعون فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه فوكزه موسى فقضى عليه قال : أراد القبطي أن يسخر الإسرائيلي ؛ ليحمل حطبا لمطبخ قتادة فرعون فأبى فقاتله ، فوكزه موسى ولم يتعمد قتله ، ولم يكن يحل قتل الكافر يومئذ .
قال : يقال : لكزه ووكزه (ولهزه) بمعنى واحد : إذا دفعه . محمد
[ ص: 320 ] قال موسى هذا من عمل الشيطان إنه عدو مضل مبين بين العداوة قال موسى رب إني ظلمت نفسي يعني : بقتل القبطي فلن أكون ظهيرا أي : عوينا للمجرمين .
قال : يقول : فلن أعين بعدها على فجرة قتادة فأصبح في المدينة خائفا يترقب من قتله النفس ؛ يترقب أن يؤخذ .
قال : معنى (يترقب) : ينتظر سوءا يناله . محمد فإذا الذي استنصره بالأمس يستصرخه أي : يستعينه قال له موسى للإسرائيلي إنك لغوي مبين أي : بين الغواء [ثم أدركت موسى الرأفة عليه] فلما أن أراد أن يبطش بالذي هو عدو لهما بالقبطي خلى الإسرائيلي عن القبطي و قال يا موسى الإسرائيلي يقوله : أتريد أن تقتلني كما قتلت نفسا بالأمس إن تريد ما تريد إلا أن تكون جبارا أي : قتالا .
قال : وقيل المعنى : فلما أن أراد المستصرخ أن يبطش محمد موسى بالذي هو عدو لهما ، ولم يفعل موسى ، وقال للمستصرخ : إنك لغوي مبين قال له المستصرخ : يا موسى أتريد أن تقتلني الآية ، فالله أعلم .
المتعظم الذي لا يتواضع لأمر الله -عز وجل- [في الأرض] . وأصل الجبار في اللغة :
[ ص: 321 ]