الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين  واقتلوهم حيث ثقفتموهم وأخرجوهم من حيث أخرجوكم والفتنة أشد من القتل ولا تقاتلوهم عند المسجد الحرام حتى يقاتلوكم فيه فإن قاتلوكم فاقتلوهم كذلك جزاء الكافرين  فإن انتهوا فإن الله غفور رحيم  وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله فإن انتهوا فلا عدوان إلا على الظالمين  

                                                                                                                                                                                                                                      وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم وذلك قبل أن يؤمروا بقتال المشركين كافة ؛ فكانوا لا يقاتلون إلا من قاتلهم ولا تعتدوا يعني : في حربكم ؛ فتقاتلوا من لم يقاتلوكم ، ثم أمر بقتالهم في سورة براءة .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 205 ] واقتلوهم حيث ثقفتموهم أي : وجدتموهم وأخرجوهم من حيث أخرجوكم يعني : من مكة والفتنة أشد من القتل الفتنة ها هنا : الشرك ولا تقاتلوهم عند المسجد الحرام حتى يقاتلوكم فيه فإن قاتلوكم فاقتلوهم أمر الله - جل ذكره - نبيه صلى الله عليه وسلم ألا يقاتلهم فيه حتى يبدؤوا بقتال ؛ وكان هذا قبل أن يؤمر بقتالهم كافة .

                                                                                                                                                                                                                                      فإن انتهوا يعني : عن قتالكم ، ودخلوا في دينكم فإن الله غفور رحيم .

                                                                                                                                                                                                                                      وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة أي : شرك فإن انتهوا عن شركهم فلا عدوان أي : فلا سبيل إلا على الظالمين يعني : المشركين .

                                                                                                                                                                                                                                      قال محمد : أصل العدوان : الظلم ، ومعنى العدوان ها هنا : الجزاء [يقول] : لا جزاء [ظلم] إلا على الظالمين .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية