فأقم وجهك للدين حنيفا فطرت الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون منيبين إليه واتقوه وأقيموا الصلاة ولا تكونوا من المشركين من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون
فأقم وجهك أي : وجهتك للدين حنيفا أي : مخلصا . فطرت الله التي فطر خلق الناس عليها .
قال : (فطرت الله) نصب بمعنى : اتبع فطرة الله . محمد
[ ص: 362 ] قال يحيى : وهو قوله : (وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذرياتهم) الآية . إن فقال : اكتب . قال : رب ما أكتب! قال : ما هو كائن . قال : فجرى القلم بما هو كائن إلى يوم القيامة أول ما خلق الله القلم عرضة (فيجدونها) على ما في الكتاب ، ثم مسح بعد ذلك على ظهر ، فأعمال العباد تعرض كل يوم اثنين وخميس آدم فأخرج (منها) كل نسمة هو خالقها ، فأخرجهم مثل الذر ، فقال : ألست بربكم قالوا بلى شهدنا ، ثم أعادهم في صلب آدم ، ثم يكتب العبد في بطن أمه : شقيا أو سعيدا ، على الكتاب الأول ، فمن كان في الكتاب الأول شقيا عمر حتى يجري عليه القلم فينقض الميثاق الذي أخذ عليه في صلب آدم بالشرك ، ومن كان في الكتاب الأول سعيدا عمر حتى يجري عليه القلم [فيؤمن] فيصير سعيدا ، ومن مات صغيرا من أولاد المؤمنين قبل أن يجري عليه القلم ؛ فيكونون مع آبائهم في [الجنة من ملوك] أهل الجنة ، فليس يكونون مع آبائهم في النار ؛ لأنهم ماتوا على الميثاق الذي أخذ عليهم في صلب ومن كان من أولاد المشركين ، فمات قبل أن يجري عليه القلم ، آدم ، ولم ينقضوا الميثاق .
قال يحيى : وقد حدثني الوليد بن ( . . . ) عن ، عن [ ص: 363 ] الربيع بن صبيح ، يزيد الرقاشي قال : " سئل رسول الله عن أنس بن مالك فقال : لم تكن لهم حسنات ؛ فيجزوا بها فيكونوا من ملوك أهل الجنة ، ولم تكن لهم سيئات فيعاقبوا بها فيكونوا من أهل النار ؛ فهم خدم لأهل الجنة " . أولاد المشركين ؟ عن
[ ص: 364 ] يحيى : (عن عن ابن أبي ذئب) [عن الزهري عطاء بن يزيد] قال : " سئل رسول الله عن أبي هريرة فقال : الله أعلم بما كانوا عاملين " . أولاد المشركين ، عن
قال يحيى : يعني : لو بلغوا .
قوله : لا تبديل لخلق الله يعني : لدين الله كقوله من يهد الله فهو المهتدي لا يستطيع أحد أن يضله ولكن أكثر الناس لا يعلمون وهم المشركون .
منيبين إليه : أي مقبلين بالإخلاص .
قال : قال محمد : (منيبين إليه) نصب على الحال بفعل (فأقم وجهك) قال : وزعم جميع النحويين أن معنى هذا : فأقيموا وجوهكم ؛ لأن [ ص: 365 ] مخاطبة النبي عليه السلام تدخل فيها الأمة . الزجاج ولا تكونوا من المشركين من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا فرقا يعني : أهل الكتاب كل حزب كل قوم بما لديهم أي : بما هم عليه فرحون أي : راضون .