الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      تفسير سورة لقمان  وهي مكية كلها

                                                                                                                                                                                                                                      (بسم الله الرحمن الرحيم)

                                                                                                                                                                                                                                      الم  تلك آيات الكتاب الحكيم  هدى ورحمة للمحسنين  الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم بالآخرة هم يوقنون  أولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون  ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزوا أولئك لهم عذاب مهين  وإذا تتلى عليه آياتنا ولى مستكبرا كأن لم يسمعها كأن في أذنيه وقرا فبشره بعذاب أليم  

                                                                                                                                                                                                                                      قوله : الم تلك آيات الكتاب الحكيم هذه آيات الكتاب الحكيم المحكم ؛ أحكمت آياته بالحلال والحرام ، والأمر والنهي هدى ورحمة للمحسنين للمؤمنين .

                                                                                                                                                                                                                                      قال محمد : من قرأ : ورحمة بالنصب فعلى الحال .

                                                                                                                                                                                                                                      الذين يقيمون الصلاة المفروضة ويؤتون الزكاة المفروضة ومن الناس من يشتري لهو الحديث تفسير السدي : يختار باطل الحديث على القرآن .

                                                                                                                                                                                                                                      وقال الكلبي : نزلت في النضر بن الحارث من بني عبد الدار ، وكان رجلا راوية لأحاديث الجاهلية وأشعارهم ليضل عن سبيل الله بغير علم أتاه من [ ص: 373 ] الله بما هو عليه من الشرك ويتخذها يتخذ آيات الله القرآن هزوا .

                                                                                                                                                                                                                                      قال محمد : من قرأ : ويتخذها بالرفع فعلى الابتداء .

                                                                                                                                                                                                                                      وإذا تتلى عليه آياتنا ولى مستكبرا أي : جاحدا كأن لم يسمعها أي : قد سمعها بأذنيه ، ولم يقبلها قلبه ، وقامت عليه بها الحجة . كأن في أذنيه وقرا صمما .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية