ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس واستغفروا الله إن الله غفور رحيم فإذا قضيتم مناسككم فاذكروا الله كذكركم آباءكم أو أشد ذكرا فمن الناس من يقول ربنا آتنا في الدنيا وما له في الآخرة من خلاق ومنهم من يقول ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار أولئك لهم نصيب مما كسبوا والله سريع الحساب
ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس وهي الإفاضة من عرفة . قال كانت قتادة : قريش وكل ابن أخت لهم وحليف لا يقفون بعرفة ، ويقولون : نحن أهل الله فلا [نخرج] من حرمه فإذا قضيتم مناسككم قال السدي : يعني : إذا فرغتم من مناسككم فاذكروا الله كذكركم آباءكم أو أشد ذكرا قال كان أهل الجاهلية ؛ إذا قضوا مناسكهم ، ذكروا آباءهم وفعل آبائهم ؛ بذلك يخطب خطيبهم إذا خطب ، وبه يحدث محدثهم إذا حدث ، فأمرهم الله - عز وجل - إذا قضوا مناسكهم أن يذكروه كذكرهم آباءهم ، أو أشد ذكرا ؛ يعني بل أشد ذكرا . قتادة : فمن الناس من يقول ربنا آتنا في الدنيا وما له في الآخرة من خلاق أي : من نصيب ؛ وهم المشركون ، ليس لهم همة إلا الدنيا ، لا يسألون الله شيئا إلا لها ؛ وذلك أنهم لا يقرون بالآخرة ولا يؤمنون بها .
[ ص: 212 ] ومنهم من يقول وهم المؤمنون ربنا آتنا في الدنيا حسنة الآية قال الحسن : والحسنة في الدنيا طاعة الله ، وفي الآخرة الأجر . وقال بعضهم : الحسنة في الدنيا كل ما كان من رخاء الدنيا ، ومن ذلك الزوجة الصالحة أولئك لهم نصيب مما كسبوا أي : ثواب ما عملوا وهي الجنة .