ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم فحسبه جهنم ولبئس المهاد
ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا وهو المنافق الذي يقر بالإيمان في العلانية ويشهد الله على ما في قلبه من الكفر والجحود بما أقر به في العلانية وهو ألد الخصام أي : كاذب في القول وإذا تولى أي : فارقك سعى في الأرض ليفسد فيها الآية .
قال الكلبي : نزلت في الأخنس بن شريق الثقفي وكان شديد الخصام ؛ فأما إهلاكه الحرث والنسل فيعني : قطع الرحم الذي [كان] بينه وبين ثقيف ؛ فبيتهم ليلا فأهلك مواشيهم ، وأحرق حرثهم ؛ وكان حسن العلانية ، سيئ السريرة .
وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم تفسير إذا قيل له : اتق الله ؛ فإن هذا الذي تصنع لا يحق لك ، قال : إني لأزداد بهذا عند الله قربة . قتادة :
قال الله : فحسبه جهنم ولبئس المهاد والمهاد والبساط والفراش واحد .
[ ص: 214 ]