108 - إسماعيل بن إبراهيم بن مقسم أبو بشر الأسدي مولاهم ويعرف بابن علية
من أهل البصرة وأصله كوفي سمع من حديثا واحدا وروى الكثير عن أبي التياح الضبعي ، عبد العزيز بن صهيب ، وأيوب السختياني ، وابن عون ، وسليمان التيمي ، وداود بن أبي هند وذكره وحميد الطويل فيمن روى عن أبو محمد الخلال أحمد.
قلت أنا: وقد سمع منه إمامنا ، أحمد ، وابن جريج وشعبة ، ، وحماد بن زيد ، وعبد الرحمن بن مهدي ، ويحيى بن معين وغيرهم. وعلي بن المديني
وولي المظالم ابن علية ببغداد في أيام وحدث بها إلى أن توفي وولي صدقات هارون الرشيد البصرة.
مولده سنة عشر ومائة وكان يقول: من قال فقد اغتابني وقيل إن ابن علية علية أمه وقيل جدته أم أمه.
وقال ما رأيت زياد بن أيوب كتابا قط وكان يقال لابن علية يعد الحروف وقال ابن علية عبد الرحمن بن مهدي أثبت من ابن علية هشيم.
وقال إمامنا كان أحمد لا يعبأ إذا خالفه الثقفي حماد بن زيد ووهيب وكان يهاب أو يتهيب إذا خالفه. إسماعيل بن علية
يحيى بن معين كان ثقة مأمونا صدوقا مسلما ورعا تقيا. ابن علية وقال
وقال سمعت أبي يقول فاتني عبد الله بن أحمد فأخلف الله علي مالك وفاتني سفيان بن عيينة فأخلف الله علي حماد بن زيد [ ص: 100 ] إسماعيل بن علية.
وقيل إنه لم يضحك منذ عشرين سنة.
وقال علي بن المديني: ليلة وكان يقرأ ثلث القرآن وما رأيته ضحك قط إسماعيل بن علية وكان بت عند يتجر في البز ويقول لولا خمسة ما تجرت عبد الله بن المبارك ، سفيان الثوري ، وسفيان بن عيينة والفضيل بن عياض ، ومحمد بن السماك ، وابن علية وكان يخرج يتجر إلى خراسان فكلما ربح من شيء أخذ القوت للعيال ونفقة الحج والباقي يصل به إخوانه الخمسة فقدم سنة فقيل له قد ولي القضاء فلم يأته ولم يصله بالصرة التي كان يصله بها في كل سنة فبلغ ابن علية أن ابن علية ابن المبارك قد قدم فركب إليه وتنكس على رأسه فلم يرفع به رأسا ولم يكلمه فانصرف فلما كان من غد كتب إليه رقعة بسم الله الرحمن الرحيم أسعدك الله بطاعته وتولاك بحفظه وحاطك بحياطته قد كنت منتظرا لبركة صلتك أتبرك بها وجئتك أمس فلم تكلمني ورأيتك واجدا علي فأي شيء رأيت مني حتى أعتذر إليك منه. عبد الله بن المبارك
فلما وردت الرقعة على دعا بالدواة والقرطاس وقال يأبى هذا الرجل إلا أن نقشر له العصا ثم كتب إليه: بسم الله الرحمن الرحيم عبد الله بن المبارك
يا جاعل الدين له بازيا يصطاد أموال المساكين احتلت للدنيا ولذاتها
بحيلة تذهب بالدين فصرت مجنونا بها بعدما
كنت دواء للمجانين أين رواياتك في سردها
عن ابن عون وابن سيرين؟ أين رواياتك في سردها
لترك أبواب السلاطين؟ إن قلت: أكرهت فذا باطل
زل حمار العلم في الطين
فقال له هارون: لعل هذا المجنون أغرى بقلبك فقال الله الله أنقذني أنقذك الله فأعفاه من القضاء فلما اتصل بعبد الله بن المبارك ذلك وجه إليه بالصرة.
وقيل لما ولي صدقات ابن علية البصرة كتب إليه هذه الأبيات فجعل عبد الله بن المبارك يقرأها ويبكي. ابن علية
وقال ما كنا نشبه حماد بن سلمة ابن علية إلا بشمائل شمائل حتى دخل فيما دخل فيه وقال يونس بن عبيد مرة أخرى: حتى أحدث. عفان
قال وكان عفان وهو شاب من العباد ابن علية بالبصرة.
وقال وسأله إبراهيم الحربي أبو يعقوب فقال: دخل على ابن علية محمد بن هارون فقال له: يا ابن كذا وكذا - أي شتمه - إيش قلت: فقال: أنا تائب إلى الله لم أعلم أخطأت فقال: إنما كان حدث بهذا الحديث تجيء البقرة وآل عمران يوم القيامة كأنهما غمامتان أو غيايتان أو فرقتان من طير صواف يحاجان عن صاحبهما قال: فقيل لابن علية ألهما لسان؟ قال: نعم فكيف تكلم؟ فقيل إنه يقول: القرآن مخلوق وإنما غلط.
وقال الفضل بن زياد سألت عن أبا عبد الله أحمد بن حنبل وهيب ، وإسماعيل بن إبراهيم بن علية قلت: أيهما أحب إليك إذا اختلفا فقال: وهيب، كان يختار عبد الرحمن بن مهدي وهيبا على إسماعيل قلت: في حفظه؟ قال: في كل شيء ما زال إسماعيل وضيعا من الكلام الذي تكلم به إلى أن مات. قلت: أليس قد رجع وتاب على رؤوس الناس؟ فقال: بلى ولكن ما زال مبغضا لأهل الحديث بعد كلامه ذاك إلى أن مات. ولقد بلغني أنه أدخل على محمد بن هارون ثم قال لي: تعرف محمد بن هارون؟ قلت: نعم أعرفه قال: فلما رآه زحف إليه وجعل محمد يقول له: يا ابن عم تتكلم في القرآن؟ قال: وجعل إسماعيل يقول: جعله الله فداه زلة من عالم جعله الله فداه زلة من عالم ردده أبو عبد الله غير مرة وفخم كلامه كأنه يحكي إسماعيل ثم قال لي لعل الله أن [ ص: 102 ] يغفر له بها يعني أبو عبد الله: لمحمد بن هارون ثم ردد الكلام وقال لعل الله أن يغفر له لإنكاره على إسماعيل ثم قال بعد: هو ثبت يعني إسماعيل قلت: يا إن أبا عبد الله عبد الوهاب قال: لا يحب قلبي إسماعيل أبدا لقد رأيته في المنام كأن وجهه أسود فقال عافى الله أبو عبد الله: عبد الوهاب ثم قال: كان معنا رجل من الأنصار يختلف فأدخلني على إسماعيل فلما رآني غضب وقال من أدخل هذا علي؟ فلم يزل مبغضا لأهل الحديث بعد ذاك الكلام لقد لزمته عشر سنين إلا أن أغيب ثم جعل يحرك لسانه كأنه يتلهف ثم قال: وكان لا ينصف في الحديث قلت: كيف كان لا ينصف؟ قال: كان يحدث بالشفاعات ما أحسن الإنصاف في كل شيء.
قلت أنا: وقد روي عن في القرآن قول أهل الحق. ابن علية
أنبأنا الحسن بن علي الجرهري أخبرنا محمد بن المظفر الحافظ حدثنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار حدثنا عبد الصمد بن يزيد مردويه قال: سمعت يقول: إسماعيل بن علية القرآن كلام الله غير مخلوق.
وأنبأنا محمد بن الأبنوسي عن حدثنا الدارقطني حدثنا محمد بن مخلد حدثني المروذي أبو بكر بن أبي عون ، ومحمد بن هشام قالا رأينا إذا أقيمت الصلاة قال: ههنا إسماعيل بن علية قولوا له: يتقدم. أحمد بن حنبل
ومات في ذي القعدة سنة ثلاث وتسعين ومائة ودفن ببغداد.