120 - إسماعيل بن يوسف أبو علي المعروف بالديلمي
كان أحد العباد الورعين والزهاد المتقللين مع بصره بالحديث وحفظه له وتمهره في علمه، جالس إمامنا ونقل عنه وعمن بعده من الحفاظ وذاكرهم وحدث عن أحمد روى عنه مجاهد بن موسى الحسن بن عبد الوهاب بن أبي العنبر ، والعباس بن يوسف الشكلي.
أنبأنا الحسن بن علي الجوهري أخبرنا محمد بن العباس حدثنا قال: أبو الحسين بن المنادي وإسماعيل الديلمي كان من خيار الناس وذكر لي أنه كان يحفظ أربعين ألف حديث وكان يعبر إلى الجانب الشرقي قاصدا محمد بن إشكاب الحافظ فيذاكره بالمسند وكان إسماعيل من أشهر الناس بالزهد والورع والتمسك بالصون وأما مكسبه فكان من المساهرة في الأرحاء.
وقال علي بن الأبزاري لإسماعيل الديلمي تسهر في هذه الرحا بثلث درهم؟ وأي شيء يكفي ثلث درهم؟ فقال: يا بني ما لم يتصل بنا عز التوكل فلا ينبغي أن نستعجل الذل بالسرف.
وقال إسماعيل الديلمي كنت في البيت عند فإذا نحن بداق يدق الباب قال: فخرجت إليه فإذا أنا بفتى عليه أطمار شعر فقلت: ما حاجتك؟ فقال: أريد أحمد بن حنبل قال: فدخلت إليه فقلت: يا أحمد بن حنبل بالباب شاب عليه أطمار شعر يطلبك قال: فخرج إليه فسلم عليه فقال له: يا أبا عبد الله أخبرني ما الزهد في الدنيا؟ فقال له أبا عبد الله حدثنا أحمد: سفيان عن أن الزهري فقال له يا الزهد في الدنيا قصر الأمل صفه لي قال: وكان الفتى قائما في الشمس والفيء بين يديه فقال: هو أن لا تبلغ من الشمس إلى الفيء قال: ثم ذهب ليولي قال: فقال له أبا عبد الله: قف قال: فدخل فأخرج له صرة [ ص: 108 ] فدفعها إليه فقال: يا أحمد: من لا يبلغ من الشمس إلى الفيء إيش يعمل بهذه؟ ثم تركه وولى. أبا عبد الله
وقال كردان قال لي إسماعيل الديلمي: اشتهيت حلواء وأبلغت شهوته إلي فخرجت من المسجد بالليل لأبول فإذا جنبتي الطريق أخاوين حلواء فنوديت: يا إسماعيل هذا الذي اشتهيت وإن تركته خير لك فتركته.
وقبر إسماعيل وراء قبر معروف بينهما قبور يسيرة وهو بينه وبين المسجد المعروف بمسجد الخضر وقد زرته مرارا.
وقد قيل إنه كان يذاكر بتسعين ألف حديث وحدث الأزهري عن قال: الدارقطني إسماعيل الديلمي بغدادي زاهد ورع فاضل ثقة.