فصل
قال إسحاق بن طلحة: طلحة يوم الجمل وهو ابن ثنتين وستين سنة وروي أن سهما أتاه في يوم الجمل فوقع في حلقه، فقال: بسم الله وكان أمر الله قدرا مقدورا ، قتل سنة ست وثلاثين، ودفن قتل بالبصرة في قنطرة قرة.
وقال قيس بن أبي حازم طلحة ودفن على شط الكداء فرآه بعض أهله بعد حول، فقال: أخرجوني فقد غرقت، قال: فاستخرج قبره، وهو مثل الروضة، واشتريت له دار من دور آل أبي بكرة بعشرة آلاف. لما أصيب
وفي رواية عن بعض آل طلحة أنه رأى طلحة في المنام، فقال: إنكم دفنتموني في مكان قد آذاني فيه الماء فأخرجوني، فأخرجناه أخضر كأنه مبقلة، لم يذهب منه إلا شعرات من جانب لحيته.
أخبرنا سليمان بن إبراهيم في كتابه، أخبرنا علي بن ماشاذة في كتابه، حدثنا أبو أحمد علي بن زيد ، عن أبيه أن رجلا رأى فيما يرى النائم أن ، قال: حولوني عن قبري، فقد آذاني الماء، ثم رآه أيضا حتى رآه ثلاث ليال فأتى طلحة بن عبيد الله رضي الله عنهما فأخبره فنظروا فإذا شقه الذي يلي الأرض في الماء فحولوه، قال أبيه: فكأني أنظر إلى الكافور في عينيه لم يتغير منه شيء إلا عقيصته أنها مالت عن موضعها [ ص: 222 ] قال ابن عباس قد رأيت من أهل العلم والفضل إذا هم أحدهم بأمر قصد إلى قبره فسلم عليه ودعا بحضرته فيكاد يعرف الإجابة، وكان من قبلهم يفعله. ابن أبي عاصم:
هذا آخر ما اتفق ذكره في الوقت في فضل طلحة وصفته وسيرته، ولم أطول مخافة الملالة، مع ولوعي بذكر فضله، لأن والدتي، رحمها الله، من أولاد هي طلحة بن عبيد الله بنت محمد بن مصعب بن عبد الواحد بن علي بن أحمد بن محمد بن مصعب بن عبد الله بن مصعب بن إسحاق بن طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه [ ص: 223 ] .