102 - ذكر رضي الله عنه عتبة بن غزوان
قال أهل التاريخ: هو من بني مازن بن منصور، حليف بني نوفل بن عبد مناف، وهو ابن أخت قريش، قدم على النبي صلى الله عليه وسلم من أرض الحبشة، وهو بمكة فأقام معه حتى هاجر إلى المدينة، فشهد معه بدرا [ ص: 578 ] .
قالوا: إنه أول من بصر البصرة.
كتب المثنى بن حارثة إلى رضي الله عنه: إني نزلت عمر أرض بصرة، فكتب إليه إذا أتاك كتابي، فاثبت حتى يأتيك أمري، فبعث معلما وأميرا، فغزا عتبة بن غزوان الأبلة.
وقال وشويش العدو بأن قال خالد بن عمير: قال عتبة بن غزوان: رضي الله عنه: انطلقوا حتى تأتوا إلى أقصى أرض العرب، وأدنى أرض العجم، فانطلقنا حتى أتينا المربد ولا مربد يومئذ، فإذا هي الحجارة البيض الكذان، قال: هاهنا أمرتم. عمر بن الخطاب
قال: وجاء صاحب الفرات في أربعة ألف فقال: ما هم إلا ما أرى، فحملوا عليهم فقتلوا غير صاحب الفرات، ورفع لعتبة بن غزوان منبر، فقال: وإنكم منتقلون منها إلى دار قرار، فانتقلوا بخير ما بحضرتكم، ولقد بلغني أن ما بين مصراعين من مصاريع الجنة مسيرة أربعين عاما، وليأتين عليه يوم وهو [ ص: 579 ] كظيظ من الزحام، ولقد بلغني أن صخرة لو هوت من شفير جهنم هوت سبعين خريفا، أفعجبتم لتملأن، ولقد رأيتني إن الدنيا قد أذنت بصرم وولت حذاء، ولم يبق منها إلا صبابة كصبابة الإناء، وسعد بن مالك ، وإني لسابع سبعة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لنا طعام إلا ورق الشجر، حتى قرحت أشداقنا، وأصبت بردة فشققتها بيني وبين سعد بن مالك ، فما من أولئك السبعة إلا أمير على مصر، ألا وإنكم ستجربون الأمراء بعدي.
وفي رواية: وإني أعوذ بالله أن أكون في نفسي عظيما، وفي أنفس الناس صغيرا، وستجربون الأمراء بعدي.
قال الحسن: فجربناهم فوجدناهم أنتانا.
قال الشيخ رحمه الله: الحذاء: السريعة، والصبابة: البقية، والمصرعان: زوجان من الباب، والكظيظ: الممتلئ، وهوت: سقطت، والكذان: الحجارة الرخوة [ ص: 580 ] .