116 - ذكر عباس بن عبادة بن نصلة رضي الله عنه
من بني سالم بن عوف، عقبي أنصاري، استشهد بأحد، وهو الذي شد العقد في البيعة ليلة العقبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
وروي عن ، قال: كعب بن مالك ، سيدنا وكبيرنا، فلما وجهنا لسفرنا، وبايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم البراء بن معرور بالعقبة، صرخ الشيطان من رأس العقبة بأبعد صوت سمعته قط، يا أهل الحباحب، هل لكم في مذمم والصباة معه قد اجتمعوا على حربكم؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "هذا إزب العقبة، أي عدو الله، أما والله لأفرغن لك" .
ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ارفضوا إلى رحالكم" .
فقال العباس بن عبادة: والذي بعثك بالحق لئن شئت لنميلن على أهل منى غدا بأسيافنا، فقال [ ص: 620 ] رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لم نؤمر بذلك" وفي رواية خرجنا في حجاج قومنا من المشركين وقد صلينا وفقهنا ومعنا محمود بن لبيد: العباس بن عبادة فقال: يا معشر الخزرج، هل تدرون على ما تبايعون هذا الرجل؟ إنكم تبايعونه على حرب الأحمر والأسود، فإن كنتم ترون أنكم توفون له بما عاهدتموه عليه، فهو خير الدنيا والآخرة، فخذوه، وإن كنتم ترون أنكم مسلموه إذا نهكت أموالكم مصيبة، وأشرافكم قتل، فمن الآن فهو والله خزي الدنيا والآخرة، قالوا: " فما لنا بذلك إن نحن وفينا؟ ، قال: الجنة "، فبايعوه. أن القوم لما اجتمعوا لبيعة رسول الله صلى الله عليه وسلم قام