137 - ذكر معاذ بن عمرو بن الجموح رضي الله عنه
عقبي، بدري، أنصاري.
قال النبي صلى الله عليه وسلم: معاذ بن عمرو" "نعم الرجل وقال رضي الله عنه: عبد الرحمن بن عوف بدر نظرت عن يميني وعن شمالي، فإذا أنا بين غلامين من الأنصار، حديثة أسنانهما، فتمنيت أن أكون بين أضلع منهما، فغمزني أحدهما، فقال: يا عم، هل تعرف لنا أبا جهل؟ قلت: نعم، وما حاجتك إليه يا ابن أخي؟ قال: أخبرت أنه يسب رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده لئن رأيته لا يفارق سوادي سواده حتى يموت الأعجل منا، فغمزني الآخر، فقال مثله، فلم ألبث حتى نظرت إلى أبي جهل في الناس فقلت: ألا تريان؟ هذا صاحبكما الذي تسألان عنه، فابتدراه بسيفهما، فضرباه حتى [ ص: 655 ] قتلاه، ثم انصرفا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبراه، فقال: "أيكما قتله؟" ، فقال كل واحد منهما: أنا قتلته.
قال: "هل مسحتما سيفكما؟" ، قالا: لا، فنظر إلى سيفهما، فقال: "كلاكما قتله" بينا أنا واقف في الصف يوم .
ثم قضى بسلبه لمعاذ بن عمرو بن الجموح ، وهما معاذ بن عفراء ، ومعاذ بن عمرو بن الجموح قال ، رضي الله عنهما: أدركت عبد الله بن مسعود أبا جهل بآخر رمق، فعرفته، فوضعت رجلي على عنقه، وكان قد ضبث بي بمكة مرة فآذاني ولكزني، ثم قلت: هل أخزاك الله يا عدو الله؟ قال: وما أخزاني أعمد من رجل قتلتموه، أخبرني لمن الدائرة اليوم؟ قال: قلت: لله ولرسوله، ثم قال: لقد ارتقيت مرتقى صعبا، ثم حززت رأسه، ثم جئت به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: هذا رأس عدو الله أبي جهل ، فقال: "الله الذي لا إله إلا هو؟" ، فقلت: نعم، الله الذي لا إله إلا هو، ثم ألقيت رأسه بين يديه، فحمد الله عز وجل.
وفي رواية قال حملت على معاذ بن عمرو: أبي جهل ، فضربته ضربة أطنت قدمه بنصف ساقه، فوالله ما شبهتها حين طاحت إلا بالنواة [ ص: 656 ] حين تطيح من تحت مرصخة النوى حين يضرب بها، وضربني ابنه على عاتقي، فطرح يدي، فتعلقت بجلدة من جنبي، وأجهضني القتال عنه، ولقد قاتلت عامة يومي وإني لأسحبها خلفي، فلما آذتني وضعت عليها قدمي ثم تمطيت لها حتى طرحتها. عكرمة
قال أهل التاريخ: ثم عاش بعد ذلك إلى زمن معاذ بن عمرو رضي الله عنه. عثمان
قالوا: ثم مر معاذ بن عفراء ، بأبي جهل ، وهو عقير، فضربه حتى أثبته، فتركه وبه رمق، وقاتل معاذ حتى قتل، فمر رضي الله عنه، بأبي جهل، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: عبد الله بن مسعود لعبد الله بن جدعان ، ونحن غلامان، وكنت أشف منه بيسير، فدفعته فوقع على ركبتيه فجحش في إحداهما جحشا لم يزل أثره به بعد" [ ص: 657 ] . "انظروا إن خفي عنكم أبو جهل في القتلى إلى أثر جرح في ركبته، فإني ازدحمت أنا وهو على مأدبة