الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
فصل في ذكر كلامه ومواعظه

قال علي رضي الله عنه: ليس الخير أن يكثر مالك وولدك، ولكن الخير أن يكثر علمك ويعظم حلمك،  وأن تباهي الناس بعبادة ربك، فإن أحسنت حمدت الله، وإن أسأت استغفرت الله، ولا خير في الدنيا إلا لأحد رجلين: رجل أذنب ذنوبا، فهو يتدارك ذلك بتوبة، أو رجل يسارع في الخيرات، ولا يقل عملا في تقوى وكيف يقل ما يتقبل.

وقال علي رضي الله عنه: احفظوا عني خمسا لو ركبتم الإبل في طلبهم من قبل أن تدركوهن، لا يرجو عبد إلا ربه، ولا يخافن إلا ذنبه، ولا يستحي جاهل أن يسأل عما لا يعلم، ولا يستحي عالم إذا سئل عما لا يعلم أن يقول: الله أعلم.

والصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد، ولا إيمان لمن لا صبر له   [ ص: 207 ] .

وقال علي رضي الله عنه: إن أخوف ما أخاف عليكم: اتباع الهوى، وطول الأمل،  فأما اتباع الهوى فيصد عن سبيل الحق، وأما طول الأمل فينسي الآخرة.

ألا وإن الدنيا قد ترحلت مدبرة ألا وإن الآخرة قد ترحلت مقبلة، ولكل واحدة منهما بنون، فكونوا من أبناء الآخرة، ولا تكونوا من أبناء الدنيا، فإن اليوم عمل ولا حساب، وغدا حساب ولا عمل.

التالي السابق


الخدمات العلمية