فصل في ذكر كلامه ومواعظه
قال رضي الله عنه: علي وأن تباهي الناس بعبادة ربك، فإن أحسنت حمدت الله، وإن أسأت استغفرت الله، ولا خير في الدنيا إلا لأحد رجلين: رجل أذنب ذنوبا، فهو يتدارك ذلك بتوبة، أو رجل يسارع في الخيرات، ولا يقل عملا في تقوى وكيف يقل ما يتقبل. ليس الخير أن يكثر مالك وولدك، ولكن الخير أن يكثر علمك ويعظم حلمك،
وقال رضي الله عنه: احفظوا عني خمسا لو ركبتم الإبل في طلبهم من قبل أن تدركوهن، لا يرجو عبد إلا ربه، ولا يخافن إلا ذنبه، ولا يستحي جاهل أن يسأل عما لا يعلم، ولا يستحي عالم إذا سئل عما لا يعلم أن يقول: الله أعلم. علي
[ ص: 207 ] . والصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد، ولا إيمان لمن لا صبر له
وقال رضي الله عنه: علي فأما اتباع الهوى فيصد عن سبيل الحق، وأما طول الأمل فينسي الآخرة. إن أخوف ما أخاف عليكم: اتباع الهوى، وطول الأمل،
ألا وإن الدنيا قد ترحلت مدبرة ألا وإن الآخرة قد ترحلت مقبلة، ولكل واحدة منهما بنون، فكونوا من أبناء الآخرة، ولا تكونوا من أبناء الدنيا، فإن اليوم عمل ولا حساب، وغدا حساب ولا عمل.