الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
والقول الثاني: أنهما محكمتان قول أكثر أهل التأويل فأما ما روي عن ابن عباس وبعض الناس يقول عن سعيد بن جبير أنه قال: [ ص: 546 ] 710 - أخطأ الكاتب إنما هو حتى تستأذنوا فعظيم محظور القول به لأن الله تعالى قال: لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، ومعنى حتى تستأنسوا بين عند أهل التأويل وأهل العربية.

711 - كما قرئ على عبد الله بن أحمد بن عبد السلام ، عن أبي الأزهر ، قال: حدثنا روح ، عن عثمان بن غياث ، عن عكرمة ، حتى تستأنسوا قال: "حتى.

تستأذنوا" 712 - وقال مجاهد: "هو التنحنح والتنخم" .

قال أبو جعفر وأهل العربية يشتقونه من جهتين: إحداهما: حتى تستأنسوا [ ص: 547 ] حتى تستعلموا قال تعالى: آنس من جانب الطور نارا والجهة الأخرى حتى تأنسوا بأن الذي تريدون الدخول إليه قد رضي دخولكم والذي ذكرناه عن ابن عباس من التقديم والتأخير حسن أي لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم لها أرباب وفيها سكان حتى تسلموا وتستأذنوا فتقولوا السلام عليكم أأدخل؟ أو ما كان في معنى هذا من التنحنح والتنخم والإذن [ ص: 548 ] ذلكم خير لكم من أن تدخلوا بغير إذن فتروا ما لا تحبون أن تروه وتعصوا الله تعالى: لعلكم تذكرون ما يجب لله تعالى عليكم من طاعته فتلزمونه فهذه محكمة في حكم غير حكم الثانية والثانية قد تكلم في معناها العلماء.

التالي السابق


الخدمات العلمية