ذكر النوع الثامن عشر من علوم الحديث
هذا النوع من علم الحديث وهما في الأصل نوعان: معرفة الجرح والتعديل،
كل نوع منهما علم برأسه، وهو ثمرة هذا العلم، والمرقاة الكبيرة منه، قد تكلمت عليه في كتاب المدخل إلى معرفة الصحيح بكلام شاف، رضيه كل من رآه من أهل الصنعة، ثم ذكرت في كتاب المزكيين لرواة الأخبار على عشر طبقات في كل عصر منهم أربعة، وهم أربعون رجلا.
فالطبقة الأولى منهم: أبو بكر ، وعمر ، وعلي ، ، فإنهم قد جرحوا وعدلوا وبحثوا عن صحة الروايات وسقيمها. وزيد بن ثابت
والطبقة العاشرة منهم: أبو إسحاق إبراهيم بن حمزة الأصبهاني ، وأبو علي النيسابوري ، وأبو بكر محمد بن عمر بن سالم البغدادي ، وأبو القاسم حمزة بن علي الكناني المصري.
وقد ذكرت في كتاب المدخل إلى معرفة كتاب الإكليل أنواع العدالة [ ص: 226 ] على خمسة أقسام، والجرح على عشرة أقسام، وتكلمت في هذه الكتب على الجرح والتعديل مما يغني عن إعادته، واستشهدت بأقاويل الصحابة والتابعين وأئمة المسلمين.
وأصل عدالة المحدث:
أن يكون مسلما لا يدعو إلى بدعة، ولا يعلن من أنواع المعاصي ما تسقط به عدالته، فإن كان مع ذلك حافظا لحديثه، فهي أرفع درجات المحدثين، وإن كان صاحب كتاب فلا ينبغي أن يحدث إلا من أصوله، وأقل ما يلزمه أن يحسن قراءة كتابه على ما ذكرته في أول هذا الكتاب من علامات الصدق على الأصول، وإن كان المحدث غريبا لا يقدر على إخراج أصوله فلا يكتب عنه إلا ما يحفظه إذا لم يخالف الثقات في حديثه، فإن حدث من حفظه بالمناكير التي لا يتابع عليها لم يؤخذ عنه.
وقد كان رحمه الله يقول: الأصل سلاح. أبو عروبة