وكذلك قوله : " ولا [1] في مكان " [2] .
فقد يراد بالمكان [3] ما يحوي الشيء ويحيط به [4] ، [ وقد يراد به ما يستقر الشيء عليه بحيث يكون محتاجا إليه ، وقد يراد به ما كان الشيء فوقه وإن لم يكن محتاجا إليه ] [5] ، وقد يراد به ما فوق [ العالم ] [6] وإن لم يكن شيئا موجودا .
[ ص: 145 ] فإن قيل : هو في مكان بمعنى [7] إحاطة غيره به وافتقاره إلى غيره .
ونحو ذلك . فالله منزه عن الحاجة إلى الغير وإحاطة الغير به
وإن أريد بالمكان ما فوق العالم وما هو الرب فوقه ؛ قيل : [ إذا لم يكن ] [8] إلا خالق أو مخلوق ، والخالق بائن من المخلوق [9] ، كان هو الظاهر الذي ليس فوقه شيء .
وإذا قال [ القائل ] [10] : هو سبحانه فوق سماواته على عرشه [11] بائن من خلقه ; فهذا المعنى حق سواء : سميت ذلك مكانا أو لم تسمه .
وإذا عرف المقصود [12] ما دل عليه الكتاب والسنة واتفق عليه سلف الأمة ، وهو القول [13] المطابق لصحيح المنقول وصريح المعقول . فمذهب أهل السنة والجماعة