الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                  معلومات الكتاب

                  منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية

                  ابن تيمية - أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني

                  صفحة جزء
                  وكذلك قوله : " ولا [1] في مكان " [2] .

                  فقد يراد بالمكان [3] ما يحوي الشيء ويحيط به [4] ، [ وقد يراد به ما يستقر الشيء عليه بحيث يكون محتاجا إليه ، وقد يراد به ما كان الشيء فوقه وإن لم يكن محتاجا إليه ] [5] ، وقد يراد به ما فوق [ العالم ] [6] وإن لم يكن شيئا موجودا .

                  [ ص: 145 ] فإن قيل : هو في مكان بمعنى [7] إحاطة غيره به وافتقاره إلى غيره .

                  فالله منزه عن الحاجة إلى الغير وإحاطة الغير به ونحو ذلك .

                  وإن أريد بالمكان ما فوق العالم وما هو الرب فوقه ؛ قيل : [ إذا لم يكن ] [8] إلا خالق أو مخلوق ، والخالق بائن من المخلوق [9] ، كان هو الظاهر الذي ليس فوقه شيء .

                  وإذا قال [ القائل ] [10] : هو سبحانه فوق سماواته على عرشه [11] بائن من خلقه ; فهذا المعنى حق سواء : سميت ذلك مكانا أو لم تسمه .

                  وإذا عرف المقصود فمذهب أهل السنة والجماعة [12] ما دل عليه الكتاب والسنة واتفق عليه سلف الأمة ، وهو القول [13] المطابق لصحيح المنقول وصريح المعقول .

                  التالي السابق


                  الخدمات العلمية