الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                  معلومات الكتاب

                  منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية

                  ابن تيمية - أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني

                  صفحة جزء
                  ( فصل )

                  وأما قوله [1] : " وأن [2] الأنبياء معصومون من [3] الخطأ والسهو والمعصية صغيرها وكبيرها من أول العمر إلى آخره ، وإلا لم يبق وثوق بما يبلغونه ، فانتفت فائدة البعثة ولزم التنفير عنهم " . فيقال : أولا : [ إن ] [4] الإمامية متنازعون في عصمة الأنبياء . [ ص: 394 ] قال الأشعري في " المقالات " [5] : واختلفت [6] الروافض في الرسول [7] هل يجوز عليه أن يعصي أم لا ؟ وهم فرقتان : فالفرقة الأولى منهم : يزعمون أن الرسول جائز عليه أن يعصي الله ، وأن النبي قد عصى في أخذ الفداء يوم بدر ، فأما الأئمة فلا يجوز ذلك عليهم ، فإن الرسول إذا عصى فإن الوحي يأتيه من قبل الله ، والأئمة لا يوحى إليهم ولا تهبط الملائكة عليهم ، وهم معصومون ، فلا يجوز عليهم أن يسهوا و [ لا ] يغلطوا [8] وإن جاز على الرسول العصيان " . قال [9] : " والقائل بهذا القول هشام بن الحكم . والفرقة الثانية منهم : يزعمون أنه لا يجوز على الرسول أن يعصي الله عز وجل ، ولا يجوز ذلك على الأئمة ، لأنهم جميعا حجج الله ، وهم معصومون من الزلل ولو جاز عليهم السهو واعتماد المعاصي وركوبها [10] لكانوا قد ساووا المأمومين في جواز ذلك عليهم ، كما جاز [11] على المأمومين ولم يكن المأمومون [12] أحوج إلى الأئمة من الأئمة لو كان ذلك جائزا عليهم جميعا [13] " . [14]

                  التالي السابق


                  الخدمات العلمية