( فصل )
وأما قوله [1] : " وأن [2] الأنبياء معصومون من [3] الخطأ والسهو والمعصية صغيرها وكبيرها من أول العمر إلى آخره ، وإلا لم يبق وثوق بما يبلغونه ، فانتفت فائدة البعثة ولزم التنفير عنهم " . فيقال : أولا : [ إن ] [4] الإمامية متنازعون في . [ ص: 394 ] قال عصمة الأنبياء في " المقالات " الأشعري [5] : واختلفت [6] الروافض في [7] هل يجوز عليه أن يعصي أم لا ؟ وهم فرقتان : فالفرقة الأولى منهم : الرسول ، فإن الرسول إذا عصى فإن الوحي يأتيه من قبل الله ، والأئمة لا يوحى إليهم ولا تهبط الملائكة عليهم ، وهم معصومون ، فلا يجوز عليهم أن يسهوا و [ لا ] يغلطوا يزعمون أن الرسول جائز عليه أن يعصي الله ، وأن النبي قد عصى في أخذ الفداء يوم بدر ، فأما الأئمة فلا يجوز ذلك عليهم [8] وإن جاز على الرسول العصيان " . قال [9] : " والقائل بهذا القول . والفرقة الثانية منهم : هشام بن الحكم ، لأنهم جميعا حجج الله ، وهم معصومون من الزلل ولو جاز عليهم السهو واعتماد المعاصي وركوبها يزعمون أنه لا يجوز على الرسول أن يعصي الله عز وجل ، ولا يجوز ذلك على الأئمة [10] لكانوا قد ساووا المأمومين في جواز ذلك عليهم ، كما جاز [11] على المأمومين ولم يكن المأمومون [12] أحوج إلى الأئمة من الأئمة لو كان ذلك جائزا عليهم جميعا [13] " . [14]