ثم يقال : ثانيا [1] : قد اتفق المسلمون على أنهم معصومون فيما يبلغونه [2] عن الله [ فلا يجوز أن يقرهم على الخطأ في شيء مما يبلغونه عنه ] [3] ، وبهذا يحصل المقصود من البعثة .
[ وأما وجوب كونه ، أو لا يذنب فليس في [ ص: 397 ] النبوة ما يستلزم هذا وقول القائل : لو لم يكن كذلك لم تحصل ثقة فيما يبلغونه عن الله كذب صريح فإن من آمن وتاب حتى ظهر فضله وصلاحه ونبأه الله بعد ذلك كما نبأ إخوة قبل أن يبعث نبيا لا يخطئ يوسف ونبأ لوطا وشعيبا وغيرهما وأيده الله تعالى بما يدل على نبوته فإنه يوثق فيما يبلغه كما يوثق بمن لم يفعل ذلك وقد تكون الثقة به أعظم إذا كان بعد الإيمان والتوبة قد صار أفضل من غيره والله تعالى قد أخبر أنه يبدل السيئات بالحسنات للتائب كما ثبت ذلك في الحديث الصحيح ومعلوم أن الصحابة رضي الله عنهم من عهد الرسول - صلى الله عليه وسلم - وقبل أن يصدر منهم ما يدعونه من الأحداث كانوا من خيار الخلق وكانوا أفضل من أولادهم الذين ولدوا بعد الإسلام .