فأما لفظ " الحشوية    " [1] فليس فيه [2] ما يدل على شخص معين ولا مقالة معينة ، فلا يدرى من هم هؤلاء . وقد قيل : [ إن ] [3] أول من تكلم بهذا اللفظ عمرو بن عبيد  [4]  \ 252 . فقال : كان  عبد الله بن عمر  حشويا [5]  . . وكان هذا  [ ص: 521 ] اللفظ في اصطلاح من قاله يريد [ به ] [6] العامة الذين هم حشو ، كما تقول الرافضة  عن مذهب أهل السنة مذهب الجمهور . 
فإن كان مراده بالحشوية  طائفة من أصحاب الأئمة الأربعة دون غيرهم ، كأصحاب [  أحمد   ] أو  الشافعي  أو  مالك  [7]  . ، فمن المعلوم أن هذه المقالات لا توجد فيهم أصلا ، بل هم يكفرون من يقولها ، ولو قدر أن بعضها وجد في بعضهم فليس ذلك من خصائصهم ، بل كما يوجد مثل [8] ذلك في سائر الطوائف . 
وإن كان مراده بالحشوية أهل الحديث على الإطلاق : سواء كانوا من أصحاب هذا أو هذا ، فاعتقاد أهل الحديث هو السنة المحضة ؛ لأنه هو الاعتقاد الثابت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وليس في اعتقاد أحد من أهل الحديث شيء من هذا ، والكتب شاهدة بذلك . 
وإن كان مراده بالحشوية  عموم أهل السنة والجماعة مطلقا ، فهذه الأقوال لا تعرف في عموم المسلمين وأهل السنة ، وجمهور المسلمين لا يظنون أن أحدا قال هذا [9] ، وإذا كان في بعض جهال العامة من يقول هذا أو أكثر من هذا ، لم يجز أن يجعل هذا اعتقادا لأهل السنة  [ ص: 522 ] والجماعة [10] يعابون به [11] ، وإنما العيب فيما قالته رجال [12] الطائفة وعلماؤها ، كما ذكرناه عن أئمة الشيعة  ، فإن أئمة الشيعة  هم القائلون للمقالات الشنيعة ، كما قد علم . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					