الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                  معلومات الكتاب

                  منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية

                  ابن تيمية - أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني

                  صفحة جزء
                  فأما لفظ " الحشوية " [1] فليس فيه [2] ما يدل على شخص معين ولا مقالة معينة ، فلا يدرى من هم هؤلاء . وقد قيل : [ إن ] [3] أول من تكلم بهذا اللفظ عمرو بن عبيد [4] \ 252 . فقال : كان عبد الله بن عمر حشويا [5] . . وكان هذا [ ص: 521 ] اللفظ في اصطلاح من قاله يريد [ به ] [6] العامة الذين هم حشو ، كما تقول الرافضة عن مذهب أهل السنة مذهب الجمهور .

                  فإن كان مراده بالحشوية طائفة من أصحاب الأئمة الأربعة دون غيرهم ، كأصحاب [ أحمد ] أو الشافعي أو مالك [7] . ، فمن المعلوم أن هذه المقالات لا توجد فيهم أصلا ، بل هم يكفرون من يقولها ، ولو قدر أن بعضها وجد في بعضهم فليس ذلك من خصائصهم ، بل كما يوجد مثل [8] ذلك في سائر الطوائف .

                  وإن كان مراده بالحشوية أهل الحديث على الإطلاق : سواء كانوا من أصحاب هذا أو هذا ، فاعتقاد أهل الحديث هو السنة المحضة ؛ لأنه هو الاعتقاد الثابت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وليس في اعتقاد أحد من أهل الحديث شيء من هذا ، والكتب شاهدة بذلك .

                  وإن كان مراده بالحشوية عموم أهل السنة والجماعة مطلقا ، فهذه الأقوال لا تعرف في عموم المسلمين وأهل السنة ، وجمهور المسلمين لا يظنون أن أحدا قال هذا [9] ، وإذا كان في بعض جهال العامة من يقول هذا أو أكثر من هذا ، لم يجز أن يجعل هذا اعتقادا لأهل السنة [ ص: 522 ] والجماعة [10] يعابون به [11] ، وإنما العيب فيما قالته رجال [12] الطائفة وعلماؤها ، كما ذكرناه عن أئمة الشيعة ، فإن أئمة الشيعة هم القائلون للمقالات الشنيعة ، كما قد علم .

                  التالي السابق


                  الخدمات العلمية