[ ص: 5 ] فصل .
قال الرافضي [1] : " وذهب آخرون إلى " أن الله تعالى لا يقدر على مثل مقدور العباد [2] .
فيقال له : هذه المسألة من دقيق الكلام ، وليست من خصائص أهل السنة ولا القائلون [3] بخلافة الخلفاء متفقون عليها [4] [ بل بعض القدرية يقول بذلك ، وأما أهل السنة المثبتون للقدر فليس فيهم من يقول بذلك ، وإنما يقوله من يقوله من شيوخ القدرية الذين هم شيوخ هؤلاء الإمامية المتأخرين في مسائل التوحيد والعدل [5] ، ( فإن جميع ما يذكره هؤلاء الإمامية المتأخرون في مسائل التوحيد والعدل ) [6] ، كابن النعمان والموسوي الملقب بالمرتضى وأبي جعفر الطوسي [7] وغيرهم ، هو [8] مأخوذ من [ ص: 6 ] كتب المعتزلة ، بل كثير منه منقول نقل المسطرة وبعضه قد تصرفوا فيه .
وكذلك ما يذكرونه من [9] تفسير القرآن في آيات الصفات والقدر ونحو ذلك ، هو منقول من تفاسير المعتزلة كالأصم [10] والجبائي [11] وعبد الجبار بن أحمد الهمذاني [12] والرماني [13] وأبي مسلم الأصبهاني [14] وغيرهم ، لا ينقل عن قدماء الإمامية من هذا حرف واحد ، لا في الأصول العقلية ولا في [ ص: 7 ] تفسير القرآن ، وقدماؤهم كانوا أكثر اجتماعا بالأئمة من متأخريهم ، يجتمعون وغيره ، فإن كان هذا هو الحق فقدماؤهم كلهم ضلال ، وإن كان ضلالا بجعفر الصادق [15] فمتأخروهم هم الضلال ] [16] .