الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                  معلومات الكتاب

                  منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية

                  ابن تيمية - أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني

                  صفحة جزء
                  [ ص: 5 ] فصل .

                  قال الرافضي [1] : " وذهب آخرون إلى أن الله تعالى لا يقدر على مثل مقدور العباد " [2] .

                  فيقال له : هذه المسألة من دقيق الكلام ، وليست من خصائص أهل السنة ولا القائلون [3] بخلافة الخلفاء متفقون عليها [4] [ بل بعض القدرية يقول بذلك ، وأما أهل السنة المثبتون للقدر فليس فيهم من يقول بذلك ، وإنما يقوله من يقوله من شيوخ القدرية الذين هم شيوخ هؤلاء الإمامية المتأخرين في مسائل التوحيد والعدل [5] ، ( فإن جميع ما يذكره هؤلاء الإمامية المتأخرون في مسائل التوحيد والعدل ) [6] ، كابن النعمان والموسوي الملقب بالمرتضى وأبي جعفر الطوسي [7] وغيرهم ، هو [8] مأخوذ من [ ص: 6 ] كتب المعتزلة ، بل كثير منه منقول نقل المسطرة وبعضه قد تصرفوا فيه .

                  وكذلك ما يذكرونه من [9] تفسير القرآن في آيات الصفات والقدر ونحو ذلك ، هو منقول من تفاسير المعتزلة كالأصم [10] والجبائي [11] وعبد الجبار بن أحمد الهمذاني [12] والرماني [13] وأبي مسلم الأصبهاني [14] وغيرهم ، لا ينقل عن قدماء الإمامية من هذا حرف واحد ، لا في الأصول العقلية ولا في [ ص: 7 ] تفسير القرآن ، وقدماؤهم كانوا أكثر اجتماعا بالأئمة من متأخريهم ، يجتمعون بجعفر الصادق وغيره ، فإن كان هذا هو الحق فقدماؤهم كلهم ضلال ، وإن كان ضلالا [15] فمتأخروهم هم الضلال ] [16] .

                  التالي السابق


                  الخدمات العلمية