الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                  معلومات الكتاب

                  منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية

                  ابن تيمية - أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني

                  صفحة جزء
                  [ الوجه الثامن : أن يقال : كل من دعاه غيره إلى فعل وأمره به ، فلا يخلو أن يكون مقرا بأن الله خالق أفعال العباد وإرادتهم [1] وأنهم لا يفعلون إلا ما شاءه ، ( أو لا يكون مقرا بذلك ، بل يقول : إنهم يفعلون ما لا يشاؤه ) [2] ، وهم يحدثون إرادات أنفسهم بلا إرادته . [3]

                  [ ص: 73 ] فإن كان من القسم الأول فهو يقر بأن كل ظالم له أو لغيره [4] قد خلقت إرادته للظلم فظلمه [5] ، وهو لا يعذر الظالم في ذلك . فيقال له : أنت مقر بأن مثل هذا ليس بحجة [6] لمن خالف ما أمر به كائنا ما كان ، فلا يسوغ لك الاحتجاج به وإن كان [7] منكرا للقدر امتنع أن يحتج بهذا ، فثبت أن الاحتجاج بالقدر لإفحام الرسل لا يسوغ [8] لا [9] على قول هؤلاء ولا على قول هؤلاء .

                  فإن قال قائل : المدعي ليس له مذهب يعتقده بل هو ساذج .

                  قيل له : هب أن الأمر كذلك ، ففي نفس الأمر إما أن يكون ( الحق ) [10] قول هؤلاء وإما أن يكون قول هؤلاء ، وعلى التقديرين فالاحتجاج بالقدر باطل . فثبت بطلان الاحتجاج به باتفاق الطائفتين : المثبتة والنفاة .

                  التالي السابق


                  الخدمات العلمية