الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                  معلومات الكتاب

                  منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية

                  ابن تيمية - أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني

                  صفحة جزء
                  [ ص: 100 ] ( فصل ) قال [ الرافضي ] [1] : " ومنها أنه لا يصح أن يوصف الله أنه [2] . [3] [4] ; لأن الوصف بهذه [5] إنما يثبت لو كان الله مستحقا للعقاب في حق الفساق ، بحيث إذا أسقطه [6] عنهم كان غفورا عفوا رحيما [7] . وإنما يستحق العقاب لو كان العصيان من العبد لا من الله تعالى " [8] .

                  فيقال : الجواب من وجوه : .

                  أحدها : أن كثيرا من أهل السنة يقولون [9] : لا نسلم أن الوصف بهذه [10] إنما يثبت لو كان مستحقا ، بل الوصف بهذه [11] يثبت إذا كان قادرا على العقاب مع قطع النظر عن الاستحقاق ، فإن تخصيص الاستحقاق بهذه الأمور يقتضي أنه يستحق شيئا دون شيء ، وهذا ممنوع عند هؤلاء ، بل له أن يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد ، فإذا [12] كان قادرا على أن يعذب العصاة وهو يفعل ما يشاء ، صح منه مغفرته وحلمه وعفوه [13] .

                  التالي السابق


                  الخدمات العلمية