الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                  معلومات الكتاب

                  منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية

                  ابن تيمية - أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني

                  صفحة جزء
                  الثالث : أن يقال : المغفرة والرحمة والعفو إما أن يوصف بها وإن كان العقاب قبيحا على قول القائلين بذلك ، وإما أن لا يوصف بها إلا إذا كان العقاب سائغا غير قبيح [1] . فإن كان الأول لزم أن لا يكون غفارا لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى ، لأن عقاب هؤلاء قبيح ، والمغفرة لهم واجبة عند أهل هذا القول ، ويلزم أن لا يكون رحيما بمن [2] . يستحق الرحمة من الأنبياء والمؤمنين ، ويلزم أن لا يكون غفورا رحيما لمن ظلم ثم بدل حسنا بعد سوء . ولما كان قد ثبت بالقرآن [3] أنه غفار للتائبين [4] رحيم بالمؤمنين ، [ ص: 102 ] علم أنه موصوف بالمغفرة والرحمة ، [5] وإن كان العقاب منه ممتنعا بتقدير [6] أن يكون مستحقا للعقاب ، فلا يمتنع أن يوصف بالمغفرة والرحمة [7] كما في مغفرته ورحمته لمن لا يحسن عقابه عندهم .

                  التالي السابق


                  الخدمات العلمية