الثالث : أن يقال : إما أن يوصف بها وإن كان العقاب قبيحا على قول القائلين بذلك ، وإما أن لا يوصف بها إلا إذا كان العقاب سائغا غير قبيح المغفرة والرحمة والعفو [1] . فإن كان الأول لزم أن لا يكون غفارا لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى ، لأن عقاب هؤلاء قبيح ، والمغفرة لهم واجبة عند أهل هذا القول ، ويلزم أن لا يكون رحيما بمن [2] . يستحق الرحمة من الأنبياء والمؤمنين ، ويلزم أن لا يكون غفورا رحيما لمن ظلم ثم بدل حسنا بعد سوء . ولما كان قد ثبت بالقرآن [3] أنه غفار للتائبين [4] رحيم بالمؤمنين ، [ ص: 102 ] علم أنه موصوف بالمغفرة والرحمة ، [5] وإن كان العقاب منه ممتنعا بتقدير [6] أن يكون مستحقا للعقاب ، فلا يمتنع أن يوصف بالمغفرة والرحمة [7] كما في مغفرته ورحمته لمن لا يحسن عقابه عندهم .