الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                  معلومات الكتاب

                  منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية

                  ابن تيمية - أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني

                  صفحة جزء
                  [ ص: 212 ] الثاني : أن يقال إنما تحسن الاستعاذة بإبليس لو كان يمكنه أن يعيذهم من الله ، سواء كان الله خالقا لأفعال العباد أو لم يكن . وهؤلاء القدرية ، كالمصنف وأمثاله هم [1] مع قولهم : إن إبليس يفعل ما لا يقدره الله [2] ، ويفعل بدون مشيئة الله ويكون في ملك الله ما لا يشاؤه [3] ، وإن الله لا يقدر ( * على أن يحرك إبليس ولا غيره من الأحياء ، ولا ينقلهم من عمل إلى عمل : لا من خير إلى شر ، ولا من شر إلى خير ، فهم مسلمون [4] مع هذا * ) [5] القول والفعل والتسليط الذي أثبتوه لإبليس [6] من دون الله - أن إبليس لا يقدر أن يجير [7] على الله ، ولا يعيذ أحدا منه ، فامتنع على هذا أن يستعاذ به ، ولو قدر - والعياذ بالله - ما ألزموه من كون غير إبليس شرا منه على الخلق لكنه مع هذا عاجز عن دفع [8] قضاء الله وقدره ، فكان المستعيذ به ، بل بسائر المخلوقين مخذولا .

                  كما قال تعالى : لا تجعل مع الله إلها آخر فتقعد مذموما مخذولا [ سورة الإسراء : 22 ] وقال تعالى : قل من بيده ملكوت كل شيء وهو يجير ولا يجار عليه إن كنتم تعلمون سيقولون لله قل فأنى تسحرون [ سورة [ ص: 213 ] المؤمنون : 88 ، 89 ] ، وقال تعالى : مثل الذين اتخذوا من دون الله أولياء كمثل العنكبوت اتخذت بيتا وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون [ سورة العنكبوت : 41 ] .

                  التالي السابق


                  الخدمات العلمية