الوجه الثاني : أن يقال : قد تقدم [1] أن تناهي الناس عن المعاصي ، والقبائح ، والظلم ، ودفع الظالم [2] ، وأخذ حق المظلوم منه ، ورد احتجاج [ ص: 231 ] من احتج على ذلك بالقدر أمر مستقر في فطر جميع الناس وعقولهم مع إقرار جماهيرهم [3] بالقدر ، وأنه لا يمكن صلاح حالهم ولا بقاؤهم في الدنيا إذا مكنوا كل أحد أن يفعل ما يشاء من مفاسدهم ويحتج بالقدر ، وقد بينا [4] أن المحتجين بالقدر على المعاصي إذا طردوا قولهم كانوا أكفر من اليهود والنصارى ، وهم شر من المكذبين بالقدر [5] .


