الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                  معلومات الكتاب

                  منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية

                  ابن تيمية - أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني

                  صفحة جزء
                  الوجه الرابع قوله : ويلزم أن يكون الله مريدا للنقيضين ; لأن المعصية مرادة لله ، والزجر عنها مراد الله . كلام ساقط فإن النقيضين ما لا يجتمعان ولا يرتفعان ، أو ما لا يجتمعان وهما المتضادان .

                  [ ص: 233 ] والزجر ليس عما وقع وأريد ، بل هو عقوبة على الماضي وزجر عن المستقبل ، والزجر الواقع بإرادته إن حصل مقصوده [1] لم يحصل المزجور عنه فلم يرده فيكون المراد الزجر فقط ، وإن لم يحصل مقصوده لم يكن زجرا تاما بل يكون المراد فعل هذا الزاجر [2] وفعل ذاك ، كما يراد ضرب هذا لهذا بهذا السيف [3] وحياة هذا ، وكما يراد المرض المخوف [4] الذي قد يكون سببا للموت ، ويراد معه الحياة .

                  فإرادة [5] السبب ليست موجبة لإرادة المسبب ، إلا إذا كان السبب تاما موجبا . [6] والزجر سبب للانزجار والامتناع كسائر الأسباب ، كما أن المرض المخوف سبب للموت ، وكما أن الأمر بالفعل والترغيب فيه سبب لوقوعه ، ثم قد يقع المسبب [7] وقد لا يقع ، فإن وقع كانا مرادين ، وإلا كان المراد ما وقع خاصة [8] .

                  التالي السابق


                  الخدمات العلمية