الوجه الرابع قوله : . كلام ساقط فإن النقيضين ما لا يجتمعان ولا يرتفعان ، أو ما لا يجتمعان وهما المتضادان . ويلزم أن يكون الله مريدا للنقيضين ; لأن المعصية مرادة لله ، والزجر عنها مراد الله
[ ص: 233 ] والزجر ليس عما وقع وأريد ، بل هو عقوبة على الماضي وزجر عن المستقبل ، والزجر الواقع بإرادته إن حصل مقصوده [1] لم يحصل المزجور عنه فلم يرده فيكون المراد الزجر فقط ، وإن لم يحصل مقصوده لم يكن زجرا تاما بل يكون المراد فعل هذا الزاجر [2] وفعل ذاك ، كما يراد ضرب هذا لهذا بهذا السيف [3] وحياة هذا ، وكما يراد المرض المخوف [4] الذي قد يكون سببا للموت ، ويراد معه الحياة .
فإرادة [5] السبب ليست موجبة لإرادة المسبب ، إلا إذا كان السبب تاما موجبا . [6] والزجر سبب للانزجار والامتناع كسائر الأسباب ، كما أن المرض المخوف سبب للموت ، وكما أن الأمر بالفعل والترغيب فيه سبب لوقوعه ، ثم قد يقع المسبب [7] وقد لا يقع ، فإن وقع كانا مرادين ، وإلا كان المراد ما وقع خاصة [8] .