[ ص: 235 ] فصل
قال الرافضي
[1] : ومنها أنه يلزم مخالفة
[2] المعقول والمنقول ، أما المعقول
[3] فلما تقدم من العلم الضروري باستناد أفعالنا الاختيارية
[4] إلينا ، ووقوعها بحسب إرادتنا ، فإذا أردنا الحركة
[5] يمنة لم تقع يسرة وبالعكس ، والشك في ذلك عين
[6] السفسطة .
فيقال : الجواب من وجوه .
أحدها : أن جمهور أهل السنة قائلون بهذا ، وأن
nindex.php?page=treesubj&link=28785أفعال الإنسان الاختيارية مستندة إليه ، وأنه فاعل لها ومحدث لها . وإنما ينازع
[7] في هذا من يقول إنها ليست فعلا للعبد ، ولا لقدرته تأثير فيها ، ولا أحدثها العبد . وهؤلاء طائفة من متكلمي أهل الإثبات . والجمهور من أهل السنة
[8] لا يقولون بذلك ، كما جاءت به النصوص فإن
[9] الله ورسوله وصف العبد بأنه يعمل ويفعل .
[ ص: 235 ] فَصْلٌ
قَالَ الرَّافِضِيُّ
[1] : وَمِنْهَا أَنَّهُ يَلْزَمُ مُخَالَفَةُ
[2] الْمَعْقُولِ وَالْمَنْقُولِ ، أَمَّا الْمَعْقُولُ
[3] فَلِمَا تَقَدَّمَ مِنَ الْعِلْمِ الضَّرُورِيِّ بِاسْتِنَادِ أَفْعَالِنَا الِاخْتِيَارِيَّةِ
[4] إِلَيْنَا ، وَوُقُوعِهَا بِحَسَبِ إِرَادَتِنَا ، فَإِذَا أَرَدْنَا الْحَرَكَةَ
[5] يَمْنَةً لَمْ تَقَعْ يَسْرَةً وَبِالْعَكْسِ ، وَالشَّكُّ فِي ذَلِكَ عَيْنُ
[6] السَّفْسَطَةِ .
فَيُقَالُ : الْجَوَابُ مِنْ وُجُوهٍ .
أَحَدُهَا : أَنَّ جُمْهُورَ أَهْلِ السُّنَّةِ قَائِلُونَ بِهَذَا ، وَأَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=28785أَفْعَالَ الْإِنْسَانِ الِاخْتِيَارِيَّةَ مُسْتَنِدَةٌ إِلَيْهِ ، وَأَنَّهُ فَاعِلٌ لَهَا وَمُحْدِثٌ لَهَا . وَإِنَّمَا يُنَازِعُ
[7] فِي هَذَا مِنْ يَقُولُ إِنَّهَا لَيْسَتْ فِعْلًا لِلْعَبْدِ ، وَلَا لِقُدْرَتِهِ تَأْثِيرٌ فِيهَا ، وَلَا أَحْدَثَهَا الْعَبْدُ . وَهَؤُلَاءِ طَائِفَةٌ مِنْ مُتَكَلِّمِي أَهْلِ الْإِثْبَاتِ . وَالْجُمْهُورُ مِنْ أَهْلِ السُّنَّةِ
[8] لَا يَقُولُونَ بِذَلِكَ ، كَمَا جَاءَتْ بِهِ النُّصُوصُ فَإِنَّ
[9] اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَصَفَ الْعَبْدَ بِأَنَّهُ يَعْمَلُ وَيَفْعَلُ .