الثالث : أن يقال : الذين أدخلوا في دين الله ما ليس منه وحرفوا [ ص: 404 ] أحكام الشريعة ليسوا في طائفة أكثر منهم في الرافضة ، فإنهم أدخلوا في دين الله من الكذب على رسول الله [1] - صلى الله عليه وسلم - ما لم يكذبه غيرهم ، وردوا من الصدق ما لم يرده غيرهم ، وحرفوا القرآن [2] تحريفا لم يحرفه غيرهم مثل قولهم إن قوله تعالى : [3] : ( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ) [ سورة المائدة : 55 ] [4] نزلت في لما تصدق بخاتمه في الصلاة . علي
وقوله تعالى : ( مرج البحرين ) [ سورة الرحمن : 19 ] علي ، ( وفاطمة يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان ) [ سورة الرحمن : 22 ] الحسن ( والحسين وكل شيء أحصيناه في إمام مبين ) [ سورة يس : 12 ] علي بن أبي طالب [5] ( إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران ) [ سورة آل عمران : 33 ] [6] هم [7] آل أبي طالب [8] واسم أبي طالب عمران ، ( فقاتلوا أئمة الكفر ) [ سورة التوبة : 12 ] طلحة ، ( والزبير والشجرة الملعونة في القرآن ) [ سورة الإسراء : 60 ] : [ ص: 405 ] هم [9] بنو أمية ( إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة ) [ سورة البقرة : 67 ] ، و ( عائشة لئن أشركت ليحبطن عملك ) [ سورة الزمر : 65 ] لئن أشركت [10] بين أبي بكر في الولاية . وعلي
وكل هذا وأمثاله وجدته في كتبهم . ثم من هذا دخلت الإسماعيلية والنصيرية في تأويل [11] الواجبات والمحرمات ، فهم أئمة التأويل الذي هو تحريف الكلم عن مواضعه . ومن تدبر ما عندهم وجد فيه من الكذب في المنقولات [12] والتكذيب بالحق منها [13] والتحريف لمعانيها ما لا يوجد في صنف من المسلمين . فهم قطعا أدخلوا في دين الله [14] ما ليس منه أكثر من كل أحد وحرفوا ( كتابه تحريفا لم يصل غيرهم إلى قريب منه .