الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                  معلومات الكتاب

                  منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية

                  ابن تيمية - أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني

                  صفحة جزء
                  الثالث : أن يقال : الذين أدخلوا في دين الله ما ليس منه وحرفوا [ ص: 404 ] أحكام الشريعة ليسوا في طائفة أكثر منهم في الرافضة   ، فإنهم أدخلوا في دين الله من الكذب على رسول الله [1] - صلى الله عليه وسلم - ما لم يكذبه غيرهم ، وردوا من الصدق ما لم يرده غيرهم ، وحرفوا القرآن [2] تحريفا لم يحرفه غيرهم مثل قولهم إن قوله تعالى : [3] : ( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ) [ سورة المائدة : 55 ] [4] نزلت في علي لما تصدق بخاتمه في الصلاة .

                  وقوله تعالى : ( مرج البحرين ) [ سورة الرحمن : 19 ] علي وفاطمة ، ( يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان ) [ سورة الرحمن : 22 ] الحسن والحسين ( وكل شيء أحصيناه في إمام مبين ) [ سورة يس : 12 ] علي بن أبي طالب [5] ( إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران ) [ سورة آل عمران : 33 ] [6] هم [7] آل أبي طالب [8] واسم أبي طالب عمران ، ( فقاتلوا أئمة الكفر ) [ سورة التوبة : 12 ] طلحة والزبير ، ( والشجرة الملعونة في القرآن ) [ سورة الإسراء : 60 ] : [ ص: 405 ] هم [9] بنو أمية ( إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة ) [ سورة البقرة : 67 ] عائشة ، و ( لئن أشركت ليحبطن عملك ) [ سورة الزمر : 65 ] لئن أشركت [10] بين أبي بكر وعلي في الولاية .

                  وكل هذا وأمثاله وجدته في كتبهم . ثم من هذا دخلت الإسماعيلية والنصيرية في تأويل [11] الواجبات والمحرمات ، فهم أئمة التأويل الذي هو تحريف الكلم عن مواضعه . ومن تدبر ما عندهم وجد فيه من الكذب في المنقولات  [12] والتكذيب بالحق منها [13] والتحريف لمعانيها ما لا يوجد في صنف من المسلمين . فهم قطعا أدخلوا في دين الله [14] ما ليس منه أكثر من كل أحد وحرفوا ( كتابه تحريفا لم يصل غيرهم إلى قريب منه .

                  التالي السابق


                  الخدمات العلمية