وهذا المصنف سمى كتابه ( منهاج الكرامة في معرفة الإمامة ) [1] ، وهو خليق بأن يسمى ( منهاج الندامة ) ، كما أن من ادعى الطهارة ، وهو من الذين لم يرد الله أن يطهر قلوبهم ، بل من أهل الجبت ، [ والطاغوت ] ، والنفاق [2] كان وصفه بالنجاسة ، والتكدير أولى من وصفه [ بالتطهير ] [3] .
[ ص: 22 ] ومن أعظم خبث القلوب أن يكون في قلب العبد غل لخيار [4] المؤمنين ، [ وسادات أولياء ] الله بعد النبيين ، ولهذا لم يجعل الله [ تعالى ] [5] في الفيء نصيبا لمن بعدهم إلا الذين يقولون : ( ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رءوف رحيم ) [ سورة الحشر : 10 ] .
ولهذا كان بينهم وبين اليهود من [ المشابهة في الخبث ] [6] ، واتباع الهوى ، وغير ذلك من أخلاق اليهود ، وبينهم وبين النصارى من المشابهة في الغلو ، والجهل [7] ، وغير ذلك من أخلاق النصارى ما أشبهوا به هؤلاء من وجه ، وهؤلاء من وجه ، وما زال الناس يصفونهم بذلك .
ومن أخبر [ الناس بهم ] الشعبي [8] وأمثاله من علماء الكوفة ، وقد ثبت عن الشعبي أنه قال : ( ما رأيت أحمق من الخشبية [9] لو كانوا من الطير لكانوا رخما [10] ، ولو كانوا من البهائم لكانوا حمرا ، والله لو طلبت منهم أن [ ص: 23 ] يملئوا لي [11] هذا البيت ذهبا على أن أكذب على علي [ لأعطوني ، ووالله ما ] أكذب عليه أبدا ) ، وقد روي هذا الكلام مبسوطا عنه أكثر من هذا ، لكن [12] الأظهر أن المبسوط من كلام غيره .
كما [ روى أبو حفص بن ] شاهين في كتاب اللطيف في السنة [13] : حدثنا [14] محمد بن [ أبي ] القاسم [15] بن هارون ، حدثنا أحمد بن الوليد الواسطي ، حدثني جعفر [ بن نصير الطوسي الواسطي ] ، عن عبد الرحمن بن مالك بن مغول ، عن أبيه قال : قال لي [16] الشعبي : ( أحذركم هذه الأهواء [17] [ المضلة ، وشرها الرافضة ] لم يدخلوا في الإسلام رغبة ، ولا رهبة ، ولكن مقتا لأهل الإسلام ، وبغيا عليهم قد حرقهم علي - رضي الله عنه - بالنار [18] ، ونفاهم إلى البلدان ، منهم عبد الله بن سبأ : يهودي من يهود صنعاء نفاه إلى ساباط ، وعبد الله بن يسار نفاه إلى خازر
[19] .
[ ص: 24 ] وآية [20] ذلك أن محنة الرافضة محنة اليهود ، قالت [ اليهود ] [21] : لا يصلح الملك إلا في آل داود ، وقالت الرافضة : لا تصلح الإمامة إلا في [ ص: 25 ] ولد [22] علي ، وقالت اليهود [23] : لا جهاد في سبيل الله حتى يخرج المسيح الدجال ، وينزل سيف [24] من السماء ، وقالت الرافضة : لا جهاد في سبيل الله حتى يخرج المهدي ، وينادي مناد من السماء ، واليهود يؤخرون [ الصلاة إلى اشتباك النجوم ] ، وكذلك الرافضة يؤخرون المغرب إلى اشتباك النجوم ، والحديث عن النبي - صلى [ الله عليه وسلم - أنه قال [25] : ( لا تزال ] أمتي على الفطرة ما لم يؤخروا المغرب إلى اشتباك النجوم . ) [26] ، واليهود تزول عن القبلة شيئا ، وكذلك [ الرافضة ، واليهود تنود [27] في الصلاة ، وكذلك الرافضة ، واليهود تسدل أثوابها في الصلاة ، وكذلك الرافضة ، [ واليهود لا يرون على النساء ] عدة ، وكذلك الرافضة ، واليهود حرفوا التوراة ، وكذلك الرافضة حرفوا القرآن ، واليهود قالوا : [ افترض الله علينا خمسين ] صلاة ، وكذلك الرافضة ( * واليهود لا يخلصون السلام على [ ص: 26 ] المؤمنين [28] إنما يقولون : السام عليكم ، والسام الموت ، وكذلك الرافضة * ) [29] واليهود لا يأكلون الجري ، والمرماهى ، [ والذناب ]
[30] ، وكذلك الرافضة ، واليهود لا يرون [31] المسح على الخفين ، وكذلك الرافضة .
واليهود يستحلون أموال الناس كلهم ، وكذلك الرافضة ، وقد أخبرنا [32] الله عنهم بذلك [33] في القرآن [ أنهم ] [34] : ( قالوا ليس علينا في الأميين سبيل ) [ سورة آل عمران : 75 ] ، [ وكذلك الرافضة ] [35] ، واليهود تسجد على [ ص: 27 ] قرونها في الصلاة ، وكذلك الرافضة ، [ واليهود لا تسجد حتى ] تخفق برءوسها مرارا شبه [36] الركوع ، وكذلك الرافضة ، واليهود تبغض [37] جبريل ، ويقولون هو عدونا من الملائكة ، وكذلك الرافضة يقولون : غلط [ جبريل ] [38] بالوحي على محمد - صلى الله عليه وسلم - [39] ، [ وكذلك الرافضة ] [40] وافقوا النصارى في خصلة النصارى : ليس لنسائهم صداق إنما يتمتعون بهن تمتعا [41] ، وكذلك الرافضة يتزوجون بالمتعة [42] ، ويستحلون المتعة .
وفضلت اليهود والنصارى على الرافضة بخصلتين : سئلت اليهود من خير أهل ملتكم . ؟ قالوا : أصحاب موسى ، وسئلت النصارى من خير أهل ملتكم ؟ قالوا : حواري عيسى [43] ، وسئلت الرافضة : من شر أهل ملتكم ؟ قالوا : أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - [44] أمروا بالاستغفار لهم فسبوهم ، فالسيف [45] عليهم مسلول إلى يوم القيامة ، لا تقوم لهم راية ، ولا يثبت لهم قدم ، ولا تجتمع لهم كلمة [46] ، ولا تجاب لهم دعوة ، [ ص: 28 ] دعوتهم مدحوضة ، وكلمتهم مختلفة ، وجمعهم متفرق [47] كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله .
قلت : هذا الكلام بعضه [ ثابت عن الشعبي كقوله ] : لو كانت الشيعة من البهائم لكانوا [48] حمرا ، ولو كانت من الطير لكانوا [49] رخما ، فإن هذا ثابت عنه .
قال ابن شاهين : حدثنا محمد بن العباس [50] النحوي ، حدثنا إبراهيم الحربي ، حدثنا أبو الربيع الزهراني [51] ، حدثنا وكيع بن الجراح ، حدثنا مالك بن مغول ، فذكره ، وأما السياق المذكور ، فهو معروف عن عبد الرحمن بن مالك بن مغول عن أبيه عن الشعبي .
وروى أبو عاصم خشيش بن أصرم . [52] في كتابه ، ورواه من طريقه أبو عمرو الطلمنكي في كتابه في الأصول قال ( * أبو عاصم ، حدثنا أحمد بن محمد ، وعبد الوارث بن إبراهيم ، حدثنا السندي بن سليمان [ ص: 29 ] الفارسي ، حدثني عبد الله * ) [53] بن جعفر الرقي [54] ، عن عبد الرحمن بن مالك بن مغول ، عن أبيه قال [55] : ( قلت لعامر الشعبي : ما ردك عن هؤلاء القوم ، [ وقد كنت ] فيهم رأسا ؟ قال : رأيتهم يأخذون بأعجاز لا صدور لها ، ثم قال لي : يا مالك لو أردت أن يعطوني رقابهم عبيدا ، أو يملئوا لي بيتي ذهبا ، أو يحجوا إلى بيتي هذا على أن أكذب على علي - رضي الله عنه - لفعلوا ، ولا والله لا أكذب عليه أبدا . يا مالك إني قد درست الأهواء [56] ، فلم أر فيها [57] أحمق من الخشبية [58] ، فلو كانوا من الطير لكانوا رخما ، ولو كانوا من الدواب لكانوا حمرا . يا مالك لم يدخلوا في الإسلام رغبة فيه [ لله ] [59] ، ولا رهبة من الله ، ولكن مقتا من الله عليهم [60] ، وبغيا [61] منهم على أهل الإسلام يريدون أن يغمصوا [62] دين الإسلام ، كما غمص [63] بولص بن يوشع ملك اليهود دين النصرانية ، ولا تجاوز [64] [ ص: 30 ] صلاتهم آذانهم ، قد حرقهم علي [ بن أبي طالب - رضي الله عنه - بالنار ] [65] ، ونفاهم من البلاد ، منهم عبد الله بن سبأ يهودي من يهود صنعاء نفاه إلى ساباط [66] ، وأبو بكر الكروس نفاه إلى الجابية [67] ، وحرق منهم قوما أتوه ، فقالوا : أنت هو ، فقال : من أنا ؟ فقالوا : أنت ربنا ، فأمر بنار ، فأججت ، فألقوا فيها ، وفيهم قال [68] . علي رضي الله عنه [69] :
لما رأيت الأمر أمرا منكرا أججت ناري ، ودعوت قنبرا
[70]يا مالك ، إن محنتهم محنة اليهود قالت اليهود : لا يصلح الملك إلا في آل داود ، وكذلك قالت الرافضة [71] : لا تصلح الإمامة إلا في . ولد علي [72] ، وقالت اليهود : لا جهاد في سبيل الله حتى يبعث الله المسيح الدجال ، وينزل سيف [73] من السماء ، وكذلك الرافضة قالوا : لا جهاد في . [ ص: 31 ] سبيل الله حتى يخرج الرضا من آل محمد ، وينادي مناد من السماء : اتبعوه .
وقالت اليهود : فرض الله علينا خمسين صلاة في كل يوم وليلة ، وكذلك الرافضة ، واليهود لا يصلون المغرب حتى تشتبك النجوم ، وقد جاء عن النبي . [74] - صلى الله عليه وسلم - : ( لا تزال أمتي على الإسلام ما لم يؤخروا [75] المغرب إلى اشتباك النجوم مضاهاة لليهود . ) ، وكذلك الرافضة ، واليهود إذا صلوا زالوا عن القبلة شيئا ، وكذلك الرافضة .
واليهود تنود . [76] في صلاتها ، وكذلك الرافضة ، واليهود يسدلون أثوابهم . [77] في الصلاة ، وقد بلغني أن رسول الله . [78] - صلى الله عليه وسلم - مر برجل سادل ثوبه ، فعطفه عليه [79] . ، واليهود يسجدون في صلاة الفجر [ ص: 32 ] الكندرة [80] ، وكذلك الرافضة .
واليهود لا يخلصون بالسلام إنما يقولون : سام عليكم ، وهو الموت ، وكذلك الرافضة ، ( 2 واليهود حرفوا التوراة ، وكذلك الرافضة حرفوا القرآن 2 ) [81] ، واليهود عادوا جبريل ، فقالوا : هو عدونا ، وكذلك الرافضة قالوا : أخطأ جبريل بالوحي ، واليهود يستحلون أموال الناس ، وقد نبأنا الله عنهم أنهم قالوا : ( ليس علينا في الأميين سبيل ) [ سورة آل عمران : 75 ] ، وكذلك الرافضة [ يستحلون مال كل مسلم [82] ( 4 [ واليهود يستحلون دم كل مسلم ، وكذلك الرافضة ، واليهود يرون غش الناس ، وكذلك الرافضة ] 4 ) [83] .
[ ص: 33 ] واليهود لا يعدون 33 الطلاق شيئا إلا عند كل حيضة ، وكذلك الرافضة ، واليهود ليس لنسائهم صداق إنما يمتعوهن ، وكذلك الرافضة يستحلون المتعة [84] ، واليهود لا يرون العزل عن السراري ، وكذلك الرافضة .
واليهود يحرمون الجري ، والمرماهى ، وكذلك الرافضة ، واليهود حرموا الأرنب ، والطحال ، وكذلك الرافضة ، واليهود لا يرون المسح على الخفين ، وكذلك الرافضة .
واليهود لا يلحدون ، وكذلك الرافضة ، وقد ألحد لنبينا - صلى الله عليه وسلم - ، واليهود يدخلون مع موتاهم في الكفن [85] سعفة رطبة [86] ، وكذلك الرافضة .
ثم قال . لي [87] : يا مالك : وفضلتهم اليهود ، والنصارى بخصلة . قيل لليهود : من خير أهل ملتكم ؟ قالوا : أصحاب موسى ، وقيل للنصارى : من خير أهل [88] ملتكم ؟ قالوا : حواري عيسى ، وقيل للرافضة : من شر أهل ملتكم ؟ قالوا : حواري محمد يعنون [ بذلك ] [89] طلحة ، والزبير .
[ ص: 34 ] أمروا أن يستغفروا لهم [90] فسبوهم ، فالسيف عليهم مسلول [91] إلى يوم القيامة [92] ، ودعوتهم مدحوضة ، ورايتهم مهزومة ، وأمرهم متشتت كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله ، ويسعون في الأرض فسادا والله لا يحب المفسدين .
وقد روى أبو القاسم الطبري في ( شرح أصول السنة . ) نحو هذا الكلام من حديث وهب بن بقية الواسطي ، عن محمد بن حجر الباهلي [93] ، عن عبد الرحمن بن مالك بن مغول ، فهذا الأثر [94] قد روي عن عبد الرحمن بن مالك بن مغول من . وجوه متعددة يصدق بعضها بعضا ، وبعضها يزيد على بعض ، لكن عبد الرحمن بن مالك [ بن مغول ] [95] ضعيف [96] ، وذم الشعبي لهم ثابت من طرق أخرى .
لكن لفظ الرافضة إنما ظهر لما رفضوا زيد بن علي بن الحسين في خلافة هشام ، وقصة زيد بن علي بن الحسين كانت بعد العشرين [ ص: 35 ] ومائة ، سنة إحدى وعشرين ، أو اثنتين وعشرين ومائة في أواخر [97] خلافة هشام . قال أبو حاتم البستي [98] : قتل زيد بن علي بن الحسين بالكوفة سنة اثنتين وعشرين ومائة . [99] ، وصلب على خشبة ، وكان من أفاضل أهل البيت ، وعلمائهم ، وكانت الشيعة تنتحله .
[ . قلت : ومن زمن خروج زيد افترقت الشيعة إلى رافضة ، وزيدية ، فإنه لما سئل عن أبي بكر ، وعمر ، فترحم عليهما رفضه [100] قوم ، فقال . لهم : رفضتموني ، فسموا رافضة [101] لرفضهم إياه ، وسمي من لم يرفضه [102] من الشيعة زيديا ؛ لانتسابهم إليه ] [103] ، ولما صلب كانت العباد تأتي إلى خشبته [104] بالليل ، فيتعبدون عندها [105] ، والشعبي توفي في أوائل [106] خلافة هشام ، أو آخر خلافة يزيد بن عبد الملك أخيه سنة خمس ومائة ، أو قريبا [ ص: 36 ] من ذلك ، فلم يكن لفظ الرافضة معروفا إذ ذاك ، وبهذا وغيره [107] يعرف كذب [ لفظ الأحاديث المرفوعة التي فيها لفظ ] [108] الرافضة .
ولكن كانوا يسمون بغير ذلك الاسم ، كما كانوا [109] يسمون الخشبية لقولهم : إنا لا نقاتل بالسيف إلا مع إمام معصوم ، فقاتلوا بالخشب ، ولهذا جاء في بعض الروايات عن الشعبي قال [110] : ما رأيت أحمق من الخشبية [111] .
فيكون المعبر عنهم بلفظ الرافضة ذكره بالمعنى مع ضعف عبد الرحمن ، ومع أن الظاهر أن هذا الكلام إنما هو نظم عبد الرحمن بن مالك بن مغول ، وتأليفه ، وقد سمع طرفا منه [112] عن الشعبي ، وسواء كان هو ألفه ، أو نظمه لما رآه من أمور الشيعة في زمانه ، ولما سمعه [113] عنهم ، أو لما سمع من أقوال أهل العلم فيهم ، أو بعضه ، أو مجموع الأمرين ، أو بعضه لهذا ، أو بعضه لهذا ، فهذا [114] الكلام معروف بالدليل لا يحتاج إلى نقل [115] ، وإسناد .
وقول القائل : إن الرافضة تفعل كذا ، وكذا [116] المراد به بعض الرافضة [ ص: 37 ] كقوله تعالى : ( وقالت اليهود عزير ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله ) [ سورة التوبة : 30 ] . ( وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت أيديهم ) [ سورة المائدة : 64 ] لم يقل ذلك كل يهودي ، بل قاله بعضهم [117] ( 2 وكذلك قوله تعالى : ( الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم ) [ سورة آل عمران : 173 ] المراد به جنس الناس ، وإلا فمعلوم أن القائل لهم غير الجامع ، وغير المخاطبين المجموع لهم 2 ) [118] .
[ . وما ذكره موجود في الرافضة ] [119] ، وفيهم أضعاف ما ذكر [120] : مثل تحريم بعضهم للحم الإوز ، والجمل [121] مشابهة لليهود ، ومثل جمعهم بين الصلاتين دائما ، فلا يصلون إلا في ثلاثة أوقات مشابهة لليهود ، ومثل قولهم : إنه لا يقع الطلاق إلا بإشهاد [122] على الزوج مشابهة لليهود ، ومثل تنجيسهم لأبدان غيرهم من المسلمين ، وأهل الكتاب ، وتحريمهم لذبائحهم ، وتنجيس [123] ما يصيب ذلك من المياه ، والمائعات ، وغسل الآنية التي يأكل منها غيرهم مشابهة للسامرة [124] الذين هم شر اليهود ، ولهذا يجعلهم الناس في . [ ص: 38 ] المسلمين كالسامرة في اليهود ، ومثل استعمالهم التقية [125] ، وإظهار خلاف ما يبطنون [126] [ من العداوة ] [127] مشابهة لليهود ، [ ونظائر ذلك كثير ] [128] .


