فصل . [1] .
قال الرافضي [2] . : " الوجه الثالث : الإمامية جازمون بحصول النجاة لهم ولأئمتهم أن [3] - . ، قاطعون بذلك [4] . ، وبحصول ضدها لغيرهم [5] . . وأهل السنة لا يجيزون ولا يجزمون [6] . بذلك لا لهم ولا لغيرهم . فيكون اتباع أولئك أولى ; لأنا لو فرضنا مثلا خروج شخصين من بغداد يريدان الكوفة فوجدا طريقين سلك كل منهما طريقا ، فخرج ثالث يطلب الكوفة ، فسأل أحدهما : إلى أين تذهب [7] ؟ فقال : إلى الكوفة . فقال له : هل طريقك [ ص: 486 ] توصلك إليها [8] وهل طريقك آمن أم مخوف ؟ وهل طريق صاحبك تؤديه إلى الكوفة ؟ وهل هو آمن أم مخوف ؟ فقال : لا أعلم شيئا من ذلك . ثم سأل صاحبه عن ذلك فقال : أعلم [9] . أن طريقي يوصلني إلى الكوفة ، وأنه آمن ، وأعلم أن طريق صاحبي لا يؤديه إلى الكوفة ، وأنه ليس بآمن [10] . ، فإن الثالث إن تابع الأول عده العقلاء سفيها ، وإن تابع الثاني نسب إلى الأخذ بالحزم " .
( * هكذا ذكره في كتابه والصواب أن يقال : وسأل الثاني فقال [ له الثاني ] [11] . : لا أعلم أن طريقي تؤديني إلى الكوفة ، ولا أعلم أنه آمن أم مخوف * ) [12] . [13] .
والجواب على هذا من وجوه : .
أحدها : أن يقال : إن كان اتباع الأئمة الذين [14] . تدعى لهم الطاعة المطلقة ، وأن ذلك لا يوجب لهم [15] . النجاة واجبا [16] . ، كان اتباع [17] . خلفاء [ ص: 487 ] بني أمية الذين كانوا يوجبون طاعة أئمتهم طاعة [18] . مطلقا ، ويقولون : إن ذلك يوجب النجاة مصيبين على الحق [19] . ، وكانوا في سبهم وغيره ، وقتالهم لمن قاتلوه من شيعة عليا مصيبين ; لأنهم كانوا علي ، وأنه يعتقدون أن طاعة الأئمة واجبة في كل شيء ، وأن الإمام لا يؤاخذه الله بذنب [20] . لا ذنب لهم فيما أطاعوا فيه الإمام ، بل أولئك أولى بالحجة من الشيعة ; لأنهم كانوا مطيعين [21] . أئمة أقامهم الله ونصبهم وأيدهم وملكهم ، فإذا كان من مذهب القدرية أن الله لا يفعل إلا ما هو الأصلح لعباده ، كان تولية أولئك الأئمة [22] . مصلحة لعباده .
ومعلوم أن اللطف والمصلحة التي حصلت بهم أعظم من اللطف والمصلحة التي حصلت [23] . بإمام معدوم أو عاجز . ولهذا حصل لأتباع خلفاء بني أمية من المصلحة في دينهم ودنياهم ، أعظم مما حصل لأتباع المنتظر ; فإن هؤلاء لم يحصل لهم إمام يأمرهم بشيء من المعروف [24] . ولا ينهاهم عن شيء من المنكر ، ولا يعينهم على شيء من مصلحة دينهم ولا دنياهم ، بخلاف أولئك فإنهم انتفعوا بأئمتهم منافع كثيرة في دينهم ودنياهم ، أعظم مما انتفع هؤلاء بأئمتهم .
[ ص: 488 ] فتبين أنه إن كانت [25] . حجة هؤلاء المنتسبين [26] . إلى مشايعة - رضي الله عنه - صحيحة ، فحجة أولئك المنتسبين إلى مشايعة علي - رضي الله عنه - أولى بالصحة ، وإن كانت باطلة فهذه عثمان [27] . أبطل منها . فإذا [28] . كان هؤلاء الشيعة متفقين مع سائر أهل السنة على أن جزم أولئك بنجاتهم إذا أطاعوا أولئك [29] . الأئمة طاعة مطلقة خطأ وضلال ، فخطأ هؤلاء وضلالهم إذا جزموا بنجاتهم لطاعتهم [30] . لمن يدعي أنه نائب المعصوم - والمعصوم لا عين له ولا أثر - أعظم وأعظم ، فإن الشيعة ليس لهم أئمة يباشرونهم بالخطاب ، إلا شيوخهم الذين يأكلون أموالهم بالباطل ، ويصدونهم [31] . عن سبيل الله ، ويصدونهم [32] . عن سبيل الله .